إلى الدكتورين صائب وأحمد : "ما رأيكم أن تسمعوا لنا" بقلم جهاد محمود أبو شنب
تاريخ النشر : 2018-10-23
كتب الدكتوران أحمد يوسف وصائب عريقات ، رسائل مفتوحة لبعضهم عبر وسائل الإعلام يتحدثان فيها عن المشهد الفلسطيني بشكل عام والمصالحة بشكل خاص .
ولأن الدكتور أحمد خارج دائرة المسؤولية كان أكثر صراحة وجرأة كالعادة من خلال طرحه الحديث القديم ، في تحميله المسؤولية لطرفي الصراع واعترافه المباشر بفشلهما .
أما الدكتور صائب فلقد حاول تجميل الواقع وتلميعه ، وتقديم النصائح لحركة حماس ضمن مطالبته إياهم بالتنفيذ الكامل والشامل لاتفاق المصالحة الموقع عليه في القاهرة بتاريخ 12/تشرين أول 2017 .
حملت رسائلهم الكثير من التفاصيل ، ولكن أكثر ما شد انتباهي حالة الرقي والتحضر التي خاطبوا بعضهم فيها ، ورفض كلاهما لحالة الردح والمناكفة السياسية وهذا يضعنا أمام السؤال الأول لكما : ما دام النقاش العلني بهذا الهدوء والتحضر ، فلماذا يكون النقاش السري والإعلامي بين زملائكم داخل حركاتكم تناكفاً وردحاً .. ؟! .
دكتورنا العزيز صائب ، مقالك ورسالتك للدكتور أحمد حملت الكثير من النصائح والشرح المفصل عن تفاصيل مرحلة عايشتها حضرتك بأدق مصاعبها ، ولكن لماذا تناسيت تقديم النصيحة للرئيس عباس في لم شمل حركتنا فتح ، وفي إعادة رواتب موظفي السلطة المنتمين للحركة ، وفي رفع الظلم عن كافة الموظفين بما يمسى التقاعد الإجباري .. والكثير من الكوارث التي وقعت على قطاع غزة بموظفيه ومن يسكن فيه .. ؟! .
تغاضيت النظر عنها لأنك دوماً تتجنب المشاكل في حديثك وكتاباتك متعمداً حتى لا تغضبهم أو حتى لا تخسر مكانتك التي وصلت لها بجهدك وتعبك السياسي والوطني الذي نقدره ونحترمه ، فأنت كنزاً لنا ولشعبك الذي لم يوفر الدعاء لك بالشفاء حين مسك الضر .
دكتور صائب ، دعني أقتبس بعض ما قلته للدكتور أحمد ، أولاً مقولة اينشتاين حين طلب منه أن يُعرف الجنون ، فقال " أن نكرر التجارب بنفس الإدوات والمكونات وان نتوقع نتائج جديدة ".، وأنا متفق معك ومع اينشتاين ، ولكن سؤالي لحضرتك ، أين اقتناعكم بذلك في تمسككم المستمر بالعودة لخيار المفاوضات .. ؟! .
أما إقتباسي الثاني هو مطالبتك د. أحمد ، إقناع حركة حماس بإصدار بيان من جملة واحدة تعلن فيه الموافقة على التنفيذ الشامل والغير مجزأ لإتفاق القاهرة تحت إشراف مصر الشقيقة ، وهنا سؤالي الثاني لحضرتك .. لماذا لا تقنع الرئيس عباس بإصدار بيان من جملة واحدة يعلن فيه النزول لقطاع غزة فوراً والاعلان عن موعد للانتخابات وإحراج حركة حماس علناً .
وأن كان السؤال في نظرك خالي من البعد السياسي فلتكن الجملة توحيد حركتنا فتح ولم شمل أبنائها من جديد ، فليفعل أي خطوة في إتجاه التوحيد يا دكتور صائب .
وما يلى اقتباس حرفي من نص رسالتك : "الخلافات تعمق بين أبناء الشعب الواحد، عندما يصر طرف على إقصاء الأخرين، وينتج عن ذلك أن من يحاول المُلك سيموت دون أن يُعذر، فالاقصاء يعني الطريق إلى الانحطاط الفكري والعصبية والتعصب، والفشل واستبدال المصالح العليا بالمصالح الخاصة، وعندها يتقدم التنظيم أو الحزب على الوطن."
قناعاتك تحترم ولكن ما نتمناه منك أن تزرعها داخل بيتنا الفتحاوي قبل أن تنصح فيها غيرنا وشكراً لك وسأكتفى بهذا القدر لألتفت للرد على الدكتور أحمد فيما قاله .
دكتورنا العزيز أحمد ، ما أجمل جرأتك وصراحتك التي نقدرها ونجلها بل ونستشهد فيها بالكثير من المواقف والأحداث ، ولن أغوص في تقديم الأسئلة لك كثيراً لأنك معترف مسبق بما نريد منك أن تعترف به رغم تكراره الدائم من قبل المعترف عنهم ، ولكن يا دكتورنا الجريء ما رأيك بما حدث في الجمعة الأخيرة من مسيرات العودة ، حين قررت حركة حماس تخفيف حدتها وإبعاد المتظاهرين مما أدى لانعدام وقوع شهداء .. ؟! ، توقعت منك أن تطرح تساؤلاً مشروعاً ، وهو مادامت تستطيع فعل ذلك فلما لم تقم به من البداية ، هل فعلاً كانت دمائنا ثمناً سياسياً .. ؟! .
دكتور أحمد ، عن أي فيدرالية تتحدث .. هل تريدون تثبيت الانقسام كقدر محتوم ومغصوب علينا قبوله مدى الحياة ، هذا ما تريدون توريثه لنا وللأجيال من بعدنا ، انسحابكم أخف ضرراً من ذلك .
وهنا دعني أقول لك يا دكتورنا العزيز ، أن كانت قيادة السلطة سبب الانقسام حين ناكفت حركة حماس على صلاحيات الحكومة فبندقية الأخيرة كانت سبب انهيار القضية برمتها عام 2007 .
دكتورانا الأعزاء أحمد وصائب ، رسالتنا لكم .. لا تقدموا النصيحة لبعضكم ، بل قدموها لبيوتكم من الداخل "لحركاتكم" ، فلترفع صوتك يا دكتور أحمد داخل "حماس" ولتبقى تصرخ فيهم حتى تقوَم مسارهم ، وأنت يا دكتور صائب .. "أصرخ في وجه الرئيس وفي وجه من حوله أن يوحدوا حركتنا فتح وليلموا شملها ويرحموا موظفيها" .
شكراً لكم وأعتذر أن كنت فظاً في حديثي بعض الشيء ، ولكن تأكدوا أن مستقبلنا الذي يضيع أمام أعيننا يجعلنا نموت قهراً ونحن نراكم تكتبون لبعضكم دون جدوى .