المنشار يكفل حرية الرأي بقلم: نوفل الشريف
تاريخ النشر : 2018-10-21
المنشار يكفل حرية الرأي

المرحوم الكاتب الصحفي جمال خاشقجي ليس أول ولا آخر من يقتل بسبب قلمه وقد سبقه الكثيرين لم يعرف منهم سوى العدد القليل،والشهداء ناجي العلي وغسان كنفاني وغيرهم الكثير قتلوا وهم عُزل من السلاح فلم يكن احداً منهم مقاتل في ساحة حرب، لولا أن إغتيال الخاشقجي كان في خارج الوطن وفي مكان معلوم لكان مرور الكرام للإعلام العالمي على الخبر .
الكتاب والإعلاميين والصحفيين في العالم الثالث عموماً وفي وطني العربي خصوصاً لا سند لهم ولا معين يقفون على أرضية رخوة هي الديمقراطية الزائفة ويستندون الى حائط مائل هو الرأي العام المحلي. وإذا نفذوا من عقاب حكوماتهم يتصيدهم أصحاب الرأي الآخر تشهير وتشكيك واتهام بالعمالة او الجُبنْ فنحن غالبيتنا العظمى، وللدقة غالبيتنا الساحقة لا تتقبل الرأي الأخر. وهنا أتكلم عن المتعلمين والمثقفين وليس الحكومات.
لهذا أختار المرحوم الخاشقجي العيش في بلاد الغرب هناك يكتب قناعته ورأيه بوضوح شمس الوطن في الصيف،
لا يحتاج إلى مقدمة وخاتمه تشفع له وتبرر رأيه.
ولكن حظ عاثر وورقة ملعونة أتت به الى حيث قُتل.
الكتابة في السياسة عند الغالبية العظمى من شعوبنا مكروهة وكرهها موروث إجتماعي،وكثيراً ما يطلق على أصحابها (هذا يلعب في دمه) أو (هذا مش لاقي اله شغله)
فهل كان المرحوم الخاشقجي يلعب في دمه. وهل نحن ما زلنا في عصر الإستعمار . وكل تقدمنا وثقافتنا ووعينا وعلمنا وقوتنا مجرد (خيال مئاته)
يخيف الطيور الغبية .
وهل أقصى أمنياتنا أن تكون أسنان المنشار حادة جداً اختصاراً لوقت الرعب.
بإسم من يرغب منكم اطالب بعدم إستيراد المناشير الثلمة وأن ويقتصر الاستيراد فقط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنيئا للموساد الصهيوني فلا مجال في مسرح الجريمة يطابق بصماته.