السقوط الكبير! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-21
السقوط الكبير!  - ميسون كحيل


السقوط الكبير!

لو أن أبي قاتل و ظالم ما قبلت أن يكون بريئاً؛ فالقتل جرم حرمه الله، كما أن الحقيقة جزء من الأخلاق، والأخلاق نابعة من الإيمان والإيمان من الدين، ومَن له دين لا يمكن أن يقبل بالظلم. أما السكوت والتعامل مع القضية ومع شخص تعرض للظلم دون اهتمام وعدم مبالاة معناه الوصول إلى درجة الكفر؛ فلا يردد أحد سؤال "ما شأننا؟" حيث أنها دلالة على الأنانية والقبول بالظلم والسكوت عنه. المشكلة الآن أن جزءاً كبيراً من المجتمع يفتقر إلى الانتماء للدين والسلوك الحسن والرغبة في قول الحقيقة وباتت معظم الأمور والقضايا تحكمها المصالح؛ وأكبر هذه المصالح هي المال! فلا شك بالمطلق أن الجريمة الأخيرة التي تم ارتكابها ضد صحفي وإعلامي وكاتب ليس معارض بالمفهوم المتبع للمعارض، ويطالب بتصحيح الأخطاء ألا وهو جمال خاشقجي دلالة واضحة على أن العبارة المسموح تمريرها للصحافة والكُتاب مفادها "ممنوع أن تكون ضد"؛ وإلا فإن جسدك سيكون أشلاء! فما حدث مع جمال رسالة إلى الجميع ممن يحاولون قول الحقيقة أو الرغبة في الدعوة إلى التصحيح! و ترامب اللعين لا يفكر إلا بما يريد من المحافظة على أبنائه من المحامد "جمع محمد"؛ لأنهم من الأبناء الأوفياء لسياساته وأهدافه، و أكثر ما يستفزني الآن هذا الصمت الهائل لمجموعة من الكُتاب المعروفين في الوطن العربي مثل الأردن ومصر و فلسطين مما حدث ويحدث، و تغليب مصالحهم الشخصية على مصالح الحق و محاربة الباطل! فهل يعقل أن يقوم كهل في عمر الستين من الشجار مع خمسة عشر شاباً نالوا تدريبات قتالية وعسكرية؟ وهل يعقل أن يتم التزام الصمت المدوي لرواية تتفوق على روايات الخيال؟ فنحن في القرن الواحد والعشرين ودول العالم تتسابق بشراسة علمياً واقتصادياً وتكنولوجياً والعرب عاجزين عن القول أن القدس عاصمة لفلسطين!! 

واضح أننا في زمن لم يبق فيه رجال و رؤساء عرب على طراز فريد من الغيرة على المصلحة العربية؛ لا بل فإن معظمهم يقف احتراماً في وجه شمطاء الأمم المتحدة نيكي هيل! ويتنصلون من الحقوق العربية ويلتزمون في حالة من التستر وإخفاء الحقيقة من جريمة العصر التي تفوقت على صفقة القرن بالكذب والتزوير والتأليف! فلا القدس تهمهم، ولا فلسطين تعني لهم، ولا الإنسان والكلمة الحرة في أجندتهم والمصيبة أنهم وجدوا أراضي خصبة في فلسطين للتعامل مع قاطنيها وإخراج فيلم جديد كل يوم! لا ... لن أقبل قرار عملت الولايات المتحدة على تمريره، ومررت فيه اسم "العسيري" أكثر من مرة لتمرير مسؤوليته عن الجريمة وإعطاءه صفة وتهمة كبش الفداء رغم الوعود على أنه سيكون من ضمن خدمة "عشر نجوم"، وليس خمسة كم هو معتاد ولن أقبل أن يكون المجرم الحقيقي بريئاً حتى وإن كان ملكاً أو زعيماً عربياً ستحسم أمره الأشهر القليلة القادمة! والسؤال الذي يسيطر على معظم عقول الناس هل يمكن أن يتحول ذلك الإنسان الذي حمل على عاتقه إظهار الحقيقة إلى أردوجبان من أجل ثعبان أم سيبقى من الشجعان؟ وهل يمكن تغيير الحقيقة وإخفائها من أجل صندوق من الدولارات؟ خلاصة القول الآن أن تركيا على المحك والخيار لها، فإما ستظهر الحقيقة وسيعرف العالم حقيقة الدولة التركية ومساعيها وأهدافها الصادقة! أم ستنكشف معالم العلاقة التركية وعمقها الإسلامي مع العلاقة مع الولايات المتحدة، وعمق هذه العلاقة مع الكيان الصهيوني! فما ذهبت إليه الدولة التركية من الشفافية المجزئة، والتسريبات المتعلقة بالقضية هل ستثبت أنها كانت صادقة أم من أجل استغلال وابتزاز السعودية كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية؟ في الحقيقة نحن نعيش في زمن غريب عجيب يسيطر عليه الأوباش، فماذا سنقول في دولة جندت الفرق وسخرت كل الجهود من أجل شخص عادي استدرجوه لسفارة بلاده ثم أهانوه وشتموه وضربوه وعذبوه وقتلوه ثم قطعوه؟ وتكمل بغباء بوضع القتلة في فندق عشر نجوم، وأما مَن أمر بقتله فإنه ينتظر لأن يكون زعيم الأمة؟ ولن يحدث لأن البيان مجرد عنوان للسقوط الكبير. 

كاتم الصوت : ملك عربي يتوسل رئيس غير عربي لتمرير الرواية كما تم إعلانها!

كلام في سرك : الحال أن المحامد هم رجال أمريكا في المنطقة !؟ ليس من السهولة بمكان تغييره .

ملاحظة : السقوط الكبير: الإزاحة أو البقاء دمية إلى الأبد !