كوليرا ؟ بقلم م . نواف الحاج علي
تاريخ النشر : 2018-10-17
كوليرا ؟ بقلم م . نواف الحاج علي


هل تفشت كوليرا من نوع جديد في اقطارنا العربيه ، بطعم مختلف ، ومذاق مختلف !!؟؟ ، وهنا نتساءل هل انتشرت عدوى معديه ابطلت مفعول الحكمة وغيبت العقول في كافة أرجاء هذا الوطن ، بحيث وضعت الجميع في نفق التيه والضياع ؟ يعانون من ويلات التشرذم والاقتتال والفساد والأنانيه والمرض ؟؟؟ أم أننا نعاني ما عاناه البطل اليوناني اوديسيوس والذي أهان اله البحر !! فحكم عليه بالقضاء عشر سنوات يصارع فيها أمواج البحر !؟؟ بعد أن عاد جميع اليونانين الى ديارهم بعد الانتصار في حروب طرواده ، ( كما ورد في ملحمة هوميروس ) ؟؟
اننا نعاني من المرض في زمن يشبه زمن الكوليرا ، وأصبحنا نتصرف كتصرف بطل رواية الكاتب الكولمبي - جابرييل جارسيا ماركيز - والذي أردا التخلص من الناس على ظهر سفينته باعلان انتشار وباء الكوليرا فوقها ، كان ذلك من أجل حبيبته ؟؟ اما نحن فاننا نفعل ذلك من أجل أنانيتنا وجشعنا وجهلنا ، وغباء الكثيرين ممن اعتلوا المناصب من المسؤولين على اكتاف الشعوب !! - فالكل أفرادا وجماعات ودول قطريه ، اصبح يبحث عن نفسه فقط ؟؟ حتى أن العصبيات الجاهليه أخذت تتغول في المجتمعات !! تفككت عرى الروابط ما بين الاقطار العربيه ، فلا دين يربط ، ولا قومية تجذب ، ولا حتى عصبية جاهليه ، قال فيها عنتره : ( لا تسقني كأس الحياة بذلة --- بل فاسقني بالعز كأس الحنظل )؟؟ ؟؟ وكل قطر يتقوقع على نفسه ولا يأبه لما يحدث لجيرانه ، بقاء النظام يطغى على كل ما عداه ، حتى لو تمت الاستعانة بالاعداء الغاصبين لقلب الامة ( فلسطين ) ومن خلفهم ، وعلى حساب الكرامه والدين والقيم والاوطان ؟؟ والنار تشتعل في كل ناحية من ارجاء هذا الوطن ؟؟ عم الفساد وطغى الاستبداد ، بل اصبح الفساد يكرس بالقوانين ، اذا كان هناك قوانين تحترم اصلا ؟؟
اننا بحاجة الى صحوة الضمير ؟؟ والتغلب على شهوة المتع والجشع والحكم ، التوقف عن اللهاث خلف حياة بلا طعم ولا معنى ولا قيم ؟؟ بحاجة الى نظرية ثقافية عربية بديله تراعي ظروفنا وتراثنا واعرافنا وترسو بنا الى بر الأمان - ثقافة منفتحه ولكنها تقف عند خطوط حمراء لا تتعداها - يجب أن تستمد وجودها من عناصر الدين واللغة والتاريخ دون تعصب أو تحجر – ثقافه تقوم على ترابط الأمة وسد ثغرات التخلف والتبعية والجهل والتعصب والتشرذم ، ان تشرذم الامة لا يمكن ان يضمن لها مكانا بين الامم التي تحترم نفسها – ان المثقف هو أداة التنوير لباقي الجماهير وما لم نختط لانفسنا نظرية ثقافية قائمة على وعي تراثنا آخذة في الاعتبار حضارتنا في عصر توهجها ، باحثة عن جذورها الضاربة في عمق الوعي العربي فاننا نظل ندور في نفق التيه نعاني من التخبط والضياع ؟؟؟ ان الثقافة الاصيله هي آخر محطة نتوقف عندها كي نعيد ترتيب حياتنا وحساب خطواتنا بتخطيط سليم بعيدا عن دكتاتوريات تمارس طغيانها على شعوبها وعلى بعضها البعض ؟؟ بحاجة الى عودة الروح للامه !!؟؟