زمن الأصولية بقلم:إبراهيم أبو سعادة
تاريخ النشر : 2018-10-16
زمن الأصولية
عندما انظر الى رئيس حزب العمل في اسرائيل غابي غباي أشعر ببؤس المعارضة و وحشية نتنياهو وحزب الليكود ذو الخلفية الاصولية اليهودية المتطرفة ،
منذ حملة التحريض على عملية " السلام " في 96 ومقتل رابين ذو الكاريزما الطاغية والتحريض عليه من قبل حزب الليكود ، كان التيار العقلاني نسبيا في اسرائيل يتآكل ويتراجع لصالح المد الاصولي ،كما تم تصفية بيرس سياسيا والإطاحة برؤيته التصالحية ، القيادات التاريخية في حزب العمل تلاشت على مستوى الممارسة و التنظير. و اندثرت معظم مقولات العمل واليسار المتلاشي والمتماهي مع أصولية الليكود السياسية ،
بالمقابل كانت الأصولية الأسلامية تزحف بشراسة وعنفوان وصل حد التفجير في تل ابيب و الخضيرة...
و الاعتقال في غزة من قبل أجهزة أمن السلطة ،
بإنتفاضة الاقصى وجدت الاصولية مخرج لها من خلال فضاء سياسي لصدق اطروحاتها للعنف والقتال ضد المحتل ، في تلك الفترة كانت فتح والسلطة تعاني من انفلاشات وجيوب تنظيمية تماهت مع الاصولية الاسلامية وظهرت تنظيمات على هامش مجتمع فتح والسلطة ، بحصار ابوعمار و وفاته في 2004 كانت الرموز تتلاشى لصالح مد اصولي كاسح والذي اكتسح التشريعي في2006 ،
منذ ذلك التاريخ و الصراع يدار بمحتوى أصولي تبشيري لفكرة الهيمنة والخلاص من الاخر ،
وجود الليكود و حلفائه من الاصوليين الصهاينة سيفشل اي تقدم للرؤية البديلة في الساحة الصهيونية ، و لا رهان حقيقي على العمل وحلفائه من القائمة العربية ،
اما ما يخص الاصولية في الحالة الفلسطينية ،فهي لا تحتاج الى جهد كبير ،فالصورة طاغية و واضحة وهناك اصولية متطرفة لم تظهر بعد لعدم وجود ظروف سياسية تحفزها للظهور والخروج برأسها ،
الأصولية في كل الطرفين
تعمق بعضها البعض وتعزز من فرص وجودها ولن تتنازل او تتراجع عن مواقعها دونما عنف وتبرير فج لوجودها بإسم فكرة الخلاص والمخلص .