المجلس المركزي القادم أمام خيارين لا ثالث لهما
تاريخ النشر : 2018-10-11
المجلس المركزي القادم أمام خيارين لا ثالث لهما


المجلس المركزي القادم أمام خيارين لا ثالث لهما

بقلم : سليم النفار

أن انعقاد دورة المجلس المركزي القادم في رام الله ، يجيء في ظروف بالغة الخطورة تحيط بمجمل الوضع العام للقضية الفلسطينيية ، سواء على الصعيد الداخلي او الاقليمي والدولي ، فان مجموع العوامل السالفة الذكر تعمل باتجاه شطب القضية الفلسطينيية ، وتسويتها وفق المزاج الاسرائيلي الامريكي بما يعني : ان الشعارات الطنانة التي حملتها القوى السياسية الفلسطينيية على مدار ستة عقود قد تبخرت ، وتبخر معها دم الشهداء وعذابات شعبنا واحلامه كذلك في طريقها الى التبخر ، ويعني اننا امام صياغة جديدة لنظام سياسي فلسطيني يتوافق والحالة المطلوبة وفق المقاسات المعاصرة ،وبما يتناسب مع الموديل الامريكي الجديد والشركاء المطواعين ، لذلك أعتقد ان المطلوب لكسر كل ما اسلفنا هو تعزيز كرامة المواطن الفلسطيني من خلال اعادة اللحمة وخصوصا مع قطاع غزة   - لما يشكله من خزان حقيقي للفعل النضالي ، وانهاء كل التفصيلات التي من شأنها دفعه الى القبول باية حلول تُخل بالمشروع الوطني - وثانيا لابد من ترميم النظام السياسي وعلى الكل الوطني اعادة التموضع داخل النظام وفق ضوابط وطنية متفق عليها ، بما يمكن هذا النظام من الحفاظ على الحالة العامة للكفاح الوطني من اجل انتزاع الحقوق الوطنية وتجسيد الدولانية الفلسطينيية ، وانهاء التشرذم والاختلافات التي تبدو في كثير من الاحيان بلا معنى غير مصالح حزبية مقيتة .

ان الاستمرار في حالة الارتهان السياسي لمنظومات سياسية خارجية ، سيفاقم الوضع ويضع الوضع الفلسطيني كله على مفرمة الحلول الجاهزة ، والتي تأخذ طريقها عبر تفصيلات يومية نراها ونحسها ، كذلك الابقاء على حالة الارتباط باتفاق اوسلو وتفريعاته البائسة والاصرار على التفاوض مع محتل لا يلتزم بعهود ومواثيق ، سيأخذنا الى المزيد من المتاهات ويعجل كذلك في الانقضاض على الحلم الفلسطيني ، الذي بات في مأزق حقيقي يستحيل معه بلورة اية خطوة باتجاه انجازه .

أمام كل ذلك اعود واقول ان المجلس المركزي وبما يمثله من مرجعية ل م . ت . ف ومشروعها السياسي مطلوب منه : وقف كافة الاجراءات المتعلقة بقطاع غزة ودعوة حماس والقوى الاخرى للانخراط في وحدة وطنية تستطيع مجابهة الحالة السياسية المفزعة التي تستهدف المشروع الوطني ، وبغير ذلك فالكل السياسي الفلسطيني سيكون شريكا - من حيث يعلم او لا يعلم - في تجسيد المشروع الامريكي الاسرائيلي .ِِ