مسكين يا جمال!! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-10
مسكين يا جمال!! - ميسون كحيل


مسكين يا جمال!!

لا أشك أيا كانت الجهة التي تقف وراء اختفاء الإعلامي والكاتب السعودي جمال خاشقجي بتوفر النية المسبقة لقتله! تسارع الأحداث وتطورها فرض على الطرف الرئيسي، والقضية قرارات أخرى على رأسها تصفية جمال خاشقجي؛ ذلك أن إعادة ظهوره حياَ مجدداً أصبح من المستحيلات لأن في ذلك كشف لكل خفايا القضية! كما أن القضية أخذت أبعاد أخرى من عدة أطراف سياسية وإعلامية إذ بات واضحاً استغلال هذه القضية لتصفية الحسابات بين هذه الأطراف؛ سواء كانت سياسية أو إعلامية!! ورغم ما تردد عن وجود طرف ثالث، أو حتى رابع لا يهم الآن فهناك أسئلة مشروعة، وحقائق  وإشكال كبير ومعقد واكب القضية، وينتظر إجابات عليها، و كشف لحلقات مفقودة في عملية اختفائه وبناءً عليها تم توجيه الاتهامات بشكل أو آخر للملكة العربية السعودية، و من ضمن هذه الأسئلة والحلقات أولاً دوافع استدراج والإصرار على أن يقوم جمال بمراجعة القنصلية السعودية في تركيا، وليس في بلد آخر "في واشنطن مثلاً"؟ وماهي قصة المسؤولين السعوديين ال15 وأسباب تواجدهم وحضورهم في نفس يوم اختفاء جمال خاشقجي، وسبب الغاء حجوزاتهم والمغادرة في نفس اليوم؟ ومن ضمن هذه الحلقات الإجازة الاضطرارية السريعة التي مُنحت للموظفين الأتراك العاملين على مرتب القنصلية السعودية؟ وأكثر هذه الحلقات غرابة هي الكاميرات، وعدم استيعاب فكرة أنها كاميرات للتصوير وليس للتسجيل! فما الفائدة منها إذن؟ ولماذا تم الإعلان عن ذلك في اللحظة التي أعلن فيها بعض المسؤولين السعوديين بأن الكاميرات كانت معطلة؟ فهل كانت كاميرات تصور ولا تسجل، أم كانت معطلة؟ وتجدر الإشارة أن في البحث والتحري إذا ما تقرر كشف الحقيقة؛ فإن السيارات التي ظهرت وتنقلها واختفاءها ستكون نقطة الكشف عما حدث، وإن حدث وكانت كنوع من التضليل! ورغم كل ما سبق فإن الشكوك التي تم تداولها مؤخرا حول خطيبة جمال خاشقجي واحتمالية دورها في عملية الاختفاء مرهونة بإيجاد إجابات واضحة على كل الحلقات إذا لا يعقل أن تكون جميعها صدفة !

أصعب ما في هذه القضية الآن هي الطريقة التي سيتم فيها إغلاق هذا الملف وكيف؟! فلن يقبل أي طرف من أطراف القضية أن توجه له اتهامات بأنه الطرف الذي يقف وراء اختفاء جمال خاشقجي أو قتله! فهل ستذوب القضية كحبة السكر في الماء مع مرور الوقت كما حدث في قضايا مشابهة لهذه القضية أم ستظهر جثة جمال في البحر بعد وقت!؟ أو سيُعرف مكان وجوده!؟ وفي نهاية الأمر لا بد من التركيز على نقطة هامة لم يتطرق لها أحد قد تكون مفتاح اللغز وهي "الساعات الأربعة" التي انحصرت ما بين موعد دخول جمال خاشقجي إلى القنصلية، وموعد إبلاغ خطيبته التي كانت تنظر في الخارج عن عدم خروجه من القنصلية، وكل ما جرى في هذه الفترة من أحداث واتصالات وتصوير كاميرات بما فيها خطيبة جمال خاشقجي و توقيت حركة الداخل والخارج إلى القنصلية لما له من أهمية في مسار الأحداث، وفي كل الأحوال ومهما كان الطرف الذي يقف وراء هذه القضية؛ فإنه حتماً قد اتخذ قرار التصفية بسبب التطور النوعي للأحداث وعدم انكشافها حيث يصعب ظهور جمال من جديد إذ سيبين حينها حقيقة لا يريدها هذا الطرف ولهذا مسكين يا جمال !

كاتم الصوت: جمال في مكان آخر لا يبحث أحد فيه عنه !!

كلام في سرك: لم تكن زيارة جمال خاشقجي للقنصلية السعودية في تركيا هي الأولى! ففي الزيارة الأولى طلب منه العودة في يوم آخر حددته له القنصلية في 2 أكتوبر! صدفة أخرى تضاف إلى مجموعة الصدف!؟

ملاحظة: الاهتمام بالقضية ...تعبيراً عن الرفض الشديد لاغتيال القلم و حرية الكلمة وقيمة الإنسان والتقاعس من أجل المحاباة ليس في قاموس الكلمة الحرة وبيان الحقيقة .