جمال خاشقجي! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-07
جمال خاشقجي!  - ميسون كحيل


جمال خاشقجي !

انه مواطن عربي يعمل في مهنة الإعلام والصحافة، يكتب ويعبر عن ما يجول بخاطره من أفكار ويبين ما يصله من معلومات! جريمته أنه يحب الحقيقة، ويكتب بقلم الحق لا يهمه مَن يعاديه، ولا مَن يقرر استباحة دمه! كل ما هنالك أنه رجل يفهم ويعلم ويقدر معنى الحرية الحقيقية، فهو ليس مرتبطاً بعقائد وعقود وعقد دينية أو عائلية، و كان ينظر إلى نفسه من واقع الحياة والحرية والديمقراطية، وقرر لنفسه طريقاً آخر استبدله بكل ما كان له من امتيازات وقربه من الحكم لأجل كلمة الحق! هكذا عرفتُ عنه؛ حيث يقول عنه المقربون منه، أن جمال الصحافة بجمال خاشقجي لأنه إنسان جميل يحمل أفكاراً جميلة، ويقول أقوالاً أكثر جمالاً لا تعجب كل قبيح. أما الآن وقد بدأت الأخبار تنشر خبر مقتله! فلماذا تم قتله؟ إذا كان قد قُتل فعلاً! فلن أصدق إلا بعد أن أرى جثمانه أو جثته كما رأيت جثث ناجي العلي وخليل الزبن وسمير قصير وناهض حتر! وفي العودة إلى أسباب اختفائه، و أخبار مقتله فذلك والله يؤكد إلى مستوى الحد التي وصلت إليه الأمة العربية والإسلامية التي باتت تكره الحقيقة، وتتنكر لها، و تتواكب وتتناغم وتتفق مع كارهيها ومحاربيها وناكري وجودها !!

جمال ذلك الإعلامي الجميل في مظهره، وفي فكره و قوله وغيرته يُصبح الآن في عالم الغيب، وعالم لا يؤمن إلا بالنكران، وعالم لا يرى سوى ما يقوله الأعداء، وما يحبه الداء من تجريم وتحطيم وتدمير لجسد الأصحاء! جمال خاشقجي إنسان وإعلامي متميز لم يعجب أولى الأمر الذي جاءوا في غفلة من الزمن! فإذا قُتل فسيكون فقط لأنه قال الحقيقة التي يشعر بها و يمارسها ويراها بعيداً عن السماح للمرأة بقيادة السيارة! أو مشاهدة حفل غناء على مسرح! أو قيام معجبة باحتضان فنان! إنه يرى الحقيقة والحرية والديمقراطية من منظار آخر ليس له علاقة بشراء النفوس، وتجيير الضمائر، واستباحة الأجساد، ولهذا تم خطفه أو حجزه أو قتله فلا أعلم حتى الآن النهاية رغم تكدس المعلومات واستبيانها وبيانها وانتشارها! نحن حقيقة في زمن آخر ليس له علاقة بالحق والحقيقة، ولا في المنطق والأصول، ولا في زمن الرسالة والريادة، ونحشر أنفسنا ويحشرنا أعدائنا في زاوية القهر والظلم والإبادة! لقد نجحت الإمبريالية العالمية والصهيونية الدولية في نقل المعركة إلى وسط بيتنا، وأن نحطم ذات أنفسنا، ونقرأ الفاتحة على أرواح كل مًن عمل وحاول أن يخرجنا من هذا الظلم والظلام! و مارسوا لعبة الشم والهذيان وفرض تبديل الأسماء ليصبح محمد بصورة كوهين، ومصطفى بشكل مائير، وعمر بعقل روني، وسليمان بجسد إيتان، وعلي بقرار يعلون!! حتى ذابت معها معاني الكذبة الكبرى في الحرية والديمقراطية .

غاب جمال واختفى؛ وقد يكون أصحاب النفوس المريضة قد مثلوا بجثته! وقد يكونوا قد مزقوا وجهه! وقطعوا أطرافه لعدم قدرتهم للوصول إلى عقله وفكره، ولعدم استطاعتهم بتغيير أفكاره وقناعاته! وقد يكونوا غيروا من ملامح شخصيته، لأنهم لم يتمكنوا من التمكن من ديمقراطيته! وقد يكون استبدلوا ملابسه، و وضعوا ثوباً غربياً صهيونياً على جسده لعل مظهره قد يغير من حقيقته؛ لكنهم فشلة وفي النهاية وإلى الأبد؛ وبانتظار ظهور الحقيقة سواء حجز أو خطف أو قتل سيبقى سيلاحقهم اسم جمال خاشقجي !

كاتم الصوت:متى يأتي أوان استعادة بلاداً كانت يوماً للعرب وللمسلمين؟ 

كلام في سرك : تهديدات أخرى تطال الإعلامي السعودي أحمد بن سعيد تتزامن مع اختفاء جمال خاشقجي في اللحظة التي يتم فيها محاولات اغلاق ملف جمال خاشقجي بصفقة كبرى!؟

استنتاج : جمال غادر تركيا وقصته ستكون شبيهة لقصة موسى الصدر .!