تداعبني سراً بقلم:عبد الجبار الحمدي
تاريخ النشر : 2018-10-06
تداعبني سرا
ليس عذرا لكني لا أعلم أي وجه أرتدي، الحقيقة المُرة أم لبؤسها والواقع الذي نعيش، هكذا تلقيت اللطمة الموجعة بعد أن وجدت نفسي  في بيت الأب فيه قد طلق زوجته تركني في كنفها، والدتي إمرأة جميلة جدا، ليست جاهلة، شغف بها والدي حد الجنون الى أن قاده ذلك للشك فطرحه أرضا، قبل هزيمة السقوط للقيل والقال في مجتمع تمثل الحرية عرضا مسرحيا كوميدي فأنقاد حيث القيود والعبودية... هرب يجر أذيال خيبته كرجل، ولى هاربا الى حيث لا نعلم... جرت الدواهي على والدتي، تعرضت لهتك الدهر، العوز، الفاقة، الحاجة حتى أهلكت، خاصة أن لا اقارب لنا كأننا قطعنا من شجرة أو هكذا قالت لي حين سالتها في يوم ما، قسرا ام حاجة او لا اعلم الى ماذا اعزيه؟ امتهنت البغاء بعد ان انتقلت بنا الى مكان تختلف فيه الوجوه عن بقية الخلق، يعكف الشيطان في كل ركن أو زاوية فيه، لا يخال بقعة إلا وله أس ودس يدفعه، نشات في تلك البيئة بعد أن الزمت نفسي ان انأى عن كل ما يحيط بي، و وامي فعلت ذلك أيضا، دعمت ابتعادي عن واقعها الذي تتجرعه كل لحظة بمرارة.. عالمي محفوف بالنظرات القذرة الموبوءة بالنسبة لي، هكذا هو مجتمعنا يهتك الستر بحجج التبجح بالحرام والحلال متناسيا سَوق النساء في جوف ليل واسلام سبايا وخبايا، غريب هو المجتمع!! فالكثير من أصحاب الرايات الحمر يقودون البلاد والمجتمعات، وهم يطلقون اللحى والصلاة الخمس لا تفارق يومهم، كانت احدى تلك الفتيات هي من جعلت مني واجهة زجاجية تلقي عليها في كل يوم احجارها لتكسرها، قبلت انا ان أكون واجهة زجاجية ذات السماكة التي لا تتصدع، لا تنكسر... اردت ان احطمها بنفس حجارتها.. جاريت قرفها ومن حولها اللاتي يتبجحن بصداقتهن لها، كونها ابنة رجل ألبس نفسه وجه التدين ليكون داعية او صاحب فتوى او منبر خطابة، فعادة وهذا ما سمعته عن والدتي حيت قصصت عليها ضيق نفسي من الفتاة التي تتبجح وتقرفني في الذهاب والإياب حتى كرهت نفسي، فقالت لي: لا عليك إجعلي همك أن تصطاديها في نقطة ضعف، خذيها عني لو كشفت لك وجوه من يقبلون نعلي إرضاء رغبة من هم على شاكلة والدتها  لرقصت طربا، وأيقنتِ ان والدها مجرد طبل فارغ، أما بيته وهن كبيت العنكبوت.. تأكل فساد افراده العفن دون أن يعي المسبب الماء الذي يجري من تحت فراشه... لا عليك اصبري، تحملي، استدريجيها من خلال نقاط الضعف، صدقيني هي تغار منك .. دعك مني فإن جمالك هو من يحركها لاشك والحرية التي تتمتعين بها تقودها الى الجنون، ناهيك عن صحب لك يتمتعون بمجالستك، الكثير من الناس باتت ترى، تسمع، تشاهد ولا تحرك ساكنا، إن المجتمعات المغلقة قد كسرت الحلقات وفتحت الابواب لكل السلبيات ان تكون عوامل موجبة، وأولها التدين والدين، وجوه كلحتها الحياة حولتها الى مساخيط كفزاعات قش، فضاعت هيبته وحرمته وأمتهنه ذوي مصالح والادلة في واقع مجتمعاتنا الكثير الكثير...
مرت الأيام، بات التعامل معي يختلف شيئا فشيئا من خلال تقربي الى إحدى زميلاتها المتحررة عقلا ولبسا غير أن افكارها مشروطة لكنها تفي بالغرض كي تكون المدخل الى تلك الفاسقة كما اسميها.. كانت البداية صور هنا وهناك نتبادلها أنا وتلك الفتاة من خلال الهاتف في اوضاع تثير الدهشة في قلب من يراها والتحرج، لعبت دورها الفتاة التي اريد جيدا دون ان تدري... حتى فاجئتني ذات يوم بصور لتلك الفتاة في اوضاع لم اتخيلها، ومن داخل غرفتها حيث تقوم بوضع نفسها في أوضاع مثيرة للغريزة وقد بان على وجهها العطش لما تفعله... صور حلمت ان تكون بين يدي، إنها بداية نقطة الضعف التي اريد، هكذا عالم الفتيات العناد والتحدي يفعل المعجزات خاصة إذا ما تدخل الغرور والعناد كعاملان مساعدان، في حفل ميلاد لصديقتنا المشتركة كان اللقاء بيني وبينها في عصر ذلك اليوم، عزمت على ان اجرها الى حيث تشتهي الرذيلة نفسها، ولعل ما اعانني أنها جاءت برغبة من والدها كونه مقرب لوالد الفتاة التي نرتبط بها كزميلات... كانت المرة الأولى التي احضر فيها عيد ميلاد، فالجميع يدخل مرتدي الستر على اجساد غضة محاطة بهالة من السواد، وما ان تدخل عالم الضيافة حتى يتحول الى نادي ليلي لعراة الاجساد، الوجوه قد تلونت كما تلك الشموع الملقات على كيكة كبيرة ملونة هي الاخرى في المجتمعات الاخرى يكون طبيعيا مثل هذا التصرف لكن مجتمعاتنا تقول وتدعي شيء وخزيها الباطن شيء آخر... باسم الحرية المفرطة والتحرر الرقابي الوان من الفتيات شرعت كل واحدة تزهو بما لديها من ثياب، حُلي، خلاعة، كانت مصادفة لي أن اعتلي صهوة المجون التي تحرك الغريزة في داخلي، أثارني لأن أجاريهن فاصطبغت اللحظة بالرقص مع بعضنا البعض.. حتى ادلست بعض الفتيات خلسة الى جوانب بعيدة لخلوة.. سالت زميلتي تلك... أين والديك؟ قالت: لقد تركوا البيت لي للإحتفال مع صديقاتي بحرية فاليوم عيد ميلادي التقيه كيفما اشاء، فقلت: لكن كيف سمحا لك وهو رجل...؟ فقاطعتني لا عليك من ذلك دعي الخلق للخالق... هيا تعالي معي لكي تتعرفي على  من تكرهك، بداية كانت حانقة تتذمر، تتبجح حتى مالت وهمست في أذنها، هنا تغير لونها وقالت: لم فعلت ذلك إنها صور خاصة بيننا؟ فأجابتها وهي كذلك عندها صور خاصة قد باتت بين يدك كما انا وغيرنا هكذا نحن نحيا في عالم الصور والخدع البصرية... اقتربت منها وقلت: إن لك من جمال الجسد كما أراه الآن حرام ان يكمكم ويلف، إنك لابد لستِ إنسية محال، تراخت عضلات وجهها تبسمت، العديد من صديقاتي يقولن لي ذلك، ثم مدت يدها على صدرها، إني قد يفعت قبل أواني ونضج ثدياي حتى بان أنهما جاهزان للقطف، وأنت كذلك أرى أن لك جسدا لا يمكن ان يحلم لرجل إلا ان يستبيحه لثما بشفاهه ولسانه,, أستغربت من عباراتها القذرة!! لكني توصلت أنها سافلة من الدرجة الاولى، هذا ما شجعني على الأسترسال معها بعد ان انزويت بعيدا عن ذلك الصخب كغيرنا من الفتيات.. فقلت سرني جدا أنك غير ما تصورتك، كم يسعدني ان ابادر لمصالحتك إذا سمحت بطبع قبلة على وجنتك الجميلة.. ابتسمت وقالت لا بأس، اقترب من وجنتها وإذا بها تلقفتني بشفاهها تقبلني بقوة وهي تقول.. هكذا يكون الصلح موثقا ههههههههههههههه لعلك لم تتوقعي مني ذلك لكني رغبت فيك من اول لحظة وقعت عيناي عليك، فأنا وصديقاتي لنا رابطة خاصة لها مراسيمها وطقوسها فإن رغبت كنت واحدة بيننا كي نُغني الفراغ الذي يحيط بعالمنا بكثرة الرياء والنفاق الذي نمارسة بهذه وتلك، مجتمعنا ضحل يمارس اللواط مع نفسه في كل ما نراه، يعتم علينا ويحرم كل مستباح، ثم يجرنا الى الرذيلة بمسميات دين مثل تلك الأخيرة جهاد النكاح، حتى اللواط اباحوه لأنفسهم بأسم أو آخر، لقد تجرؤا حتى على الله، بتنا سلعة لرغبات مجتمع ذكوري، استفحلت فيه الغريرة على القيم الإنسانية فصاغها بأسم الدين حلال وحرام وعلقها على جداران يطوف عليها من لا يؤمن بها ... لا اريد الخوض في مسائل مملة.. ماذا تقولين؟؟
صعقت ورحبت بالفكرة أحببتها فهي تماما كالعالم الذي احياه بل هو البيئة التي ترعرعت فيها، هاهي تكبر دون ان اتدخل، كانت ليد الشيطان المتجدد رغبة في ذلك وإن تحول من جن من نار الى أنسي في واقعنا الذي ارتديناه متغيرا بلباس الغرب... هكذا قلت لها.. غير أنها قالت لا .. ليس بالضرورة فنحن نعيش في زمن اقوام خسف الله بها الارض كلوط وعاد وثمود.. رجعنا الى الجاهلية بتحضر تكنلوجي أما الدعر والدعارة فبتنا نأكلها ونشربها بحجة وأخرى، أما الدين والتدين فماهي إلا واجهة لمافيات وممارسات الفساد، هذا ما يحدث منذ بداية التأريخ..
دعينا من كل ذلك هيا لنرقص ومن ثم نتمتع مع بعضنا البعض... ساعة كنت قد ركبت الغيم وإياها حتى قادتني الى الفراش معها.. يالها من لحظات اوقفت الدم في جسدي للحظات، حتى حركت الغريزة بداخلي نسيت كل شيء، رحت معها حيث رغبات فتاة داعبتني سرا، فداعبتها لممارسة الجنس، لذة وشبق ورغبة لم احظى بمثلها.. مارست الجنس معها لأكثر من مرة كانت مجنونة مهووسة علا صراخها الذي أثارني اكثر، فرِحُت اغور في مكامن خبرت أنها تثير الفتاة لكن ان تكون بمثل هكذا صراخ كانت مفاجأة لي!!  قبلتني طويلا، شكرتني على تلك اللحظات كما سمتها... وأصرت أن أكون ضمن رابطتها..
خرجت أجر معي احداث صعقتني قبل ان اصعق أمي بها ... فضحكت طويلا وكثيرا، فقالت: ألم اقل لك إن حياتنا باتت تعوم على قطعة من خشب مثقوبة ومحطمة، ربانها افسد فيها بعد أن شرع ما يستهويه، جعل من المرأة بضاعة تباع وتشرى واستباحها قُبلا ودبرا بحجة أو اخرى، جعل منها عورة مخافة شر نفس من هم على شاكلته، انقصها عقلا وحكمة، ألبسها ثوب النخاسة، شرع يحاكي جسدها لملذات نفسه قبل ان يعاملها كخلق إنساني، استعان بنصوص هي غير ما يفهم، عمد الى تحطيم الذات بالرب الجديد وشياطن بات جدارا يرجم.. بعد ان كان كالخازوق في عوالم اختلفت فيه الديانات وطقوسها، البست الدعارة ألقاب عدة منها بمسمى ديني وآخر متحضر..
ستبقى فواصل قليلة جدا هي من لم تتلوث ستكون بمثابة النقطة البيضاء في عالمنا الاسود الذي يسمى دنيا الحياة يرفض واقعنا من هم يعيشون فيه، يرجمون قبلتهم التي يعبدون، ودينهم يصبح الدرهم والدينار زأمن الشيطان فرفيق درب حتى ورود عالم الموت.
القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي