عباس هو السبب و هو المشكلة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-06
عباس هو السبب و هو المشكلة! - ميسون كحيل


عباس هو السبب و هو المشكلة!

جميع التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام لفئة معينة من المتحدثين توجه الاتهام للرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ بأنه السبب الرئيسي لحصار غزة كما تفضل" نتنياهو "في قوله!ّ وكما قال مَن سبقه في إتهام عباس؛ بأنه هو المشكلة وفي تغريدة للأستاذ في العنصرية والكراهية "ليبرمان"! ثم لا يلبث أن يخرج تصريحاً آخر من هنا أو هناك لكيل التهم المتنوعة؛ مثل طبخة الرئيس التي لم تستوِ بعد في حصاره لغزة! وشريك إسرائيل في هذا الحصار وغيرها من التهم التي تدل على سخافة الفكر السياسي لحامليه! وما  من شك أن كل ما يجري من قبل هذه الأطراف المتحدثة ما هو إلا هدف واحد؛ وهو تمرير أكثر البنود أهمية في صفقة القرن من خلال إضفاء صبغة إنسانية على قطاع غزة كخطوة أولى بعد أن واجه المخططون رفضاً شرعياً فلسطينياً لصفقة القرن! و من منطلق وأهداف المخططون فقد فتحوا طريقاً ممهداً عبر الإنسانية التي لا يعرفونها تحت مسمى التهدئة التي تركز على ما يسمى القضية الإنسانية، والغذاء والعلاج، و فرص العمل على حساب الحقوق الفلسطينية، وفصل غزة، و تمكين الحكم فيها وحسمه لتثبيت حالة الانقسام الفلسطيني الذي يضمن عزل قطاع غزة! وهذه الأهداف جميعها من ضمن بنك الأهداف الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف إنهاء قضايا القدس واللاجئين والحدود والتواصل الجغرافي من خلال اختراق أولي عُرف بما يسمى التهدئة! التي تسعى إليه مجموعة من الأطراف تقاطعت فيها المصالح والأهداف! وما يشار إليه الآن ويجب الانتباه إليه هو التصعيد الحاصل المقصود من هذه الأطراف، و بث إشاعات الحرب على غزة، وإشاعات الرد الحاسم عليها كنوع من الضغط و تحميل المسؤولية للغير! ويجدر القول؛ أن الحرب ممكن أن تحدث فقط للتحريك وممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية رغم أن هذه الحرب وكما يصورها الساسة الصهاينة لا يمكن أن تحدث في الصورة التي يعلنون عنها طالما هناك انقسام فلسطيني. فإسرائيل و من وراءها الولايات المتحدة الأمريكية، و كل مَن يدور في فلكهم "كل باسمه وصفته" يعملون على تحويل مشكلة قطاع غزة من قضية سياسية سببها الاحتلال والانقسام إلى قضية إنسانية يتم استغلالها لتعطيل المصالحة، وتمرير الصفقات المشبوهة التي يراد منها تجزئة القضية والوطن والحلول و تفريغها من مضامينها الأساسية والرئيسية!
إن الأطراف المعنية "دون تحديد مسميات" فهي معروفة! والذين وجهوا الاتهامات إلى الرئيس محمود عباس بتخريب التهدئة وإفشال تحقيقها أصابها نوع من الجنون و تناوبت على إصدار التصريحات والتهديدات والتمويه بحرب شرسة على قطاع غزة كنوع من التخطيط لتحميل المسؤولية للرئيس الفلسطيني وتأليب المجتمع الفلسطيني عليه في محاولة للعودة مجدداً للخطة المتفق عليها بين تلك الأطراف وهو سيناريو من الصعوبة أن يحدث رزمة واحدة لكنهم سيحاولون، ولهذا كله فلا تريد هذه الأطراف أن تتم المصالحة وأن ينتهي الانقسام! وحقاً إنهم صادقون بنواياهم وأهدافهم، واتهاماتهم لمحمود عباس فبعد تثبيت أقدام فلسطين في الأمم المتحدة، و الانضمام إلى العديد من المنظمات الدولية، وبعد رفضه لصفقة القرن، والإصرار على قطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد انتخابه رئيسا لمجموعة 77 و الصين، واحترام العالم له وبعد تمسكه بالمصالحة الفلسطينية حسب الأصول و الشرعية الواحدة، وبعد محافظته على الثوابت الفلسطينية، وقرارات الشرعية الدولية، والالتزام بالسلام فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، ومن وجهة نظر هؤلاء أن عباس هو السبب وهو المشكلة. 

كاتم الصوت:
الحرب مجرد صفقة سياسية أو هروب من وضع داخلي لرفع الأسهم!

كلام في سرك:
نتنياهو متأثر من وضع قطاع غزة، ويتهم عباس أنه يعرقل جهود مبعوث الأمم المتحدة لتخفيف الضائقة في القطاع ! في لحظة اصبحنا لا نعرف هوية المتحدث فهم كُثر!