زمن المناديب والأذناب! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-04
زمن المناديب والأذناب! - ميسون كحيل


زمن المناديب والأذناب!

يردد البعض أن الرئيس الأمريكي ترامب شخص مجنون، و أهوج بسبب مواقفه، وقراراته وتصريحاته؛ بينما الحقيقة تؤكد أنه إنسان، ورغم عيوبه وسلوكه وضلاله الإيماني "صريح و واضح"! فكل ما اتخذه من مواقف وقرارات، وما أعلنه من تصريحات لا تتعارض، ولا تختلف نهائياً عن قناعة وإيمان أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين، الذين تمسكوا والتزموا بهذه القرارات، والمواقف داخل أروقة البيت الأبيض دون أن يعلنوا عنها، ودون أي تصريحات تشير إلى ذلك، واندمجت بشكل يتطابق تماماً مع الموقف الأمريكي الحالي الداعم والراعي لدولة الاحتلال، و المساند للموقف السياسي والعسكري لها! بينما ترامب شخص آخر لا يؤمن بالأسرار والخفايا، وأعلن ما يجول في خاطر كل رئيس أمريكي سابق، ولم يقبل على نفسه أن يكون متلون وبأكثر من صبغة! أما على المستوى السياسي، والعلاقات مع العرب كان أكثر وضوحاً من غيره في تعبير و شرح عن أساس هذه العلاقات التي تندرج ضمن بند الحماية والاحتفاظ بالحكم مقابل المال! حتى أنه أي ترامب كان قد تخلى عن مسؤولين أمريكيين يخافون من الصراحة والوضوح، واستعان بدلاً عنهم بأشخاص على شاكلته من الصراحة والوضوح أمثال السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "هايلي"، و وزير الخارجية الأمريكية "بومبيو"، وغيرهم من المسؤولين المؤمنون بالصراحة والوضوح، والوقوف علانية مع الكيان الصهيوني دون خجل أو إعطاء أدنى اعتبار للمجتمع الدولي، والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة! وعلى الجهة العربية؛ ذاب الثلج و أصبحت عبارة "عليكم أن تدفعوا" شعاراً للعلاقات الأمريكية العربية، وبشكل ظاهر وعلني لم تعد للولايات المتحدة الأمريكية من دواعي لإخفاء حقيقة هذه العلاقات والطريقة التي تدار بها .

العيب ليس في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا في الإدارة الأمريكية أو الرئيس الأمريكي فهم يعملون من أجل مصلحة دولتهم، ومصلحة الكيان الصهيوني علناً، و تريد الولايات المتحدة الأمريكية من جميع العالم، وخاصة العرب الحذو حذوها في المواقف والقرارات واتخاذ ما يلزم من أجل إسرائيل، وإذا نظرنا جيداً؛ سنكتشف أن معظم الدول العربية قد تكون سبقتها في اتخاذ هكذا قرارات التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، رغم أن الأنظمة العربية أو جزءاً كبيراً منها لا تزال تنتهج أسلوب السياسة الأمريكية القديمة "قبل ترامب" في الإعلان علناً بشكل مختلف عن ما هو معلن منهم داخل الغرف المغلقة! ففي داخل الغرف المغلقة غابت القضية الفلسطينية، ولم يعد أحد يتذكر القدس، و لا يفطن أحداُ منهم للحقوق العربية ولا الفلسطينية، !

وقد كان على العرب لو كانوا من الصادقين اتخاذ قرارات هامة، ومواقف تصل إلى حد قطع العلاقات، أو تجميدها مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب؛ خاصة تلك المتعلقة بالقدس، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال وغيرها من القرارات التي مست بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة! لكن ماذا نقول لهم أكثر مما قال مظفر النواب إن كنتم عرباً ...بشراً...فالذئبة تحرس نطفتها، والكلبة تحرس نطفتها والنملة تعتز بثقب الأرض!! فأين هي عروس العروبة الآن؟ و كأن كل ما يحدث على الساحة الدولية والعربية والفلسطينية شأن لا يستحق الوقوف عنده من أجل مراجعة الحسابات وتحديد الاتجاه الصحيح لبوصلة الأعداء ما يدل أننا في زمن المناديب والأذناب !

كاتم الصوت: وجد العرب من بيننا مَن يحذو حذوهم، ويتجاهل القدس والحقوق الفلسطينية، والجري خلف حلم لعقد اتفاقات مع إسرائيل!

كلام في سرك: سيشهد التاريخ أن رئيساً عربياً واحداً في هذا الزمن وقف في وجه المؤامرة الكبرى على فلسطين، وقال للولايات المتحدة الأمريكية "لا" كما قالها سلفه وهو محاصر في المقاطعة !