هؤلاء الذين يحاربون الرئيس! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-28
هؤلاء الذين يحاربون الرئيس! - ميسون كحيل


هؤلاء الذين يحاربون الرئيس!

في متابعة دقيقة لجميع الشخصيات والأطراف والتكتلات التي تقاتل وتبذل الجهود باستماته ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتضح أن هناك ما يُعرف بالمصلحة البعيدة كلياً عن المصلحة العليا، وإن مارسوا أفعال فنية تشبه تماماً مسرحيات سخرية لممثلين يرفض جزءاً منهم البقاء كومبارس ضمن دور بسيط ويطمح بدور رئيسي؛ حتى وإن تم قتل البطل، أو باع البيت، أو انضم لرئيس عصابة! و مَن ينظر جيداً إلى الإستيج من الصفوف الأولى يستطيع أن يصنف دور كل ممثل، و يفند ادعاءاته ويكشف ويكتشف حقيقة الدور والأهداف الخفية من ورائه. والحقيقة أن الجمهور يدرك تماماً ما يحدث، وما يتخفى من طموحات وأهداف لأصحاب الأدوار رغم الصمت الجماهيري جراء الإحباط المتمكن منهم؛ بسبب الظلم والكذب والافتراءات المتبعة لكل الأدوار والمنفذين لهذه الأدوار! وقد يستوعب الجمهور الدور الذي يقوم به ترامب وأهدافه، وسياساته الملتزمة بالخط اليهودي التوراتي واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد يفهم الجمهور دون اهتمام للدور الذي يقوم به نتنياهو؛ إذ لا يمكن له أن يكون سوى عنصري ومعادي للإنسانية، و قد لا يلتفت الجمهور لدور حاكم سواء كان عربياً أو أجنبياً جاءت به الإمبريالية والصهيونية لسدة الحكم فلا يخرج عن طوعها، وإن أدى دور تمويهي آخر! لكن الجمهور يبقى أحياناً في حيرة من دور حالي لشخصية إعلامية كان له دور في مفاوضة الإسرائيليين، و بذل جهوداً جبارة لمنحهم ما لا يستحقون، وقاتل بضراوة لتمرير مؤامرة على الرئيس الشهيد ياسر عرفات في كامب ديفيد لإنجاز دوره؛ وعندما فشل غادر إلى دور آخر في انتقاد دائم و مستميت للرئيس محمود عباس، ومشككاً بشرعيته وبشرعية المجالس الوطني والمركزي والثوري وكل مجلس يُنصف الرئيس الفلسطيني! و يستمر الجمهور في حيرة أكبر من أطراف فصائلية أو حركية أو حزبية تتساوق مع ادعاءات واتهامات ترامب ونتنياهو، وتمارس التضليل الوطني، وعيونهم فقط على اتجاهين، الأول البقاء على السيطرة والتحكم والتسمين والرفض المطلق للتمكين! والثاني تحقيق تطلعات ترامب ونتنياهو في تصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ أجندة إضعاف، ثم إنهاء الشرعية الفلسطينية، وكل ما يخص منظمة التحرير الفلسطينية واحتلال مكانها !!!

والمؤكد أن الجمهور لا يلتف بأهمية لشخصية تبحث عن مداخل لها عبر الأعداء، ولا من خلال تحالفات فلسطينية بالأصل هي مشكوك بها، ولا يُعطي اهتمام لتكتل حزبي مبني على المعارضة "فقط" لكي يؤكد أنه موجود "فقط"، وقد يضحك كثيراً وطويلاً على هذه الأدوار المشبوهة والمهمشة وطنياً لقلة انتماءاتهم الوطنية، وعدم توفرها في النهج الممارس! وبتجاهل تام وإن كذب الكافرون بالدور الوطني للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورؤيته السلمية عن قناعة بسبب التجربة الطويلة، فليس لديه ما يخسره طالما وجد أن الأساس في المكاسب لا تخرج عن مكاسب القضية الفلسطينية، ولهذا يقف سداَ منيعاَ أمام معارضيه، من الإسرائيليين ومن الأمريكيين ومن مَن يتوسل رضاهم من أبناء جلدتنا. لقد قال الرئيس محمود عباس كلمته في خطابه أمام الأمم المتحدة، و وضع النقاط على الحروف، وكشف حقيقة ما يجري، وما يخطط له سواءً على المستوى الأمريكي الصهيوني، أو على مستويات أخرى دون أن يجفل له رمش وفي صورة حقيقة بأبعادها الثلاثية؛ واضعاً العالم أمام مسؤولياته في التطورات اللاحقة لما ستؤول إليه الأمور في حال استمرت دول العالم على صمتها من التصرفات الأمريكية محملاً المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة واضعاً أمامه الخيارات الواجب اتخاذها له ولهؤلاء الذين يحاربون الرئيس.

كاتم الصوت : من المعيب أن يعلن معظم رؤساء العالم ودولهم ومجموعة ال77 والصين احترامهم وتقديرهم للرئيس بينما تتسابق بعض الشخصيات والأحزاب في الساحة الفلسطينية على ذم الرئيس والتشكيك به؟! 

كلام في سرك : لاءات ثلاثة وجهها الرئيس إلى المعنيين في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني أكدت على أن الرئيس لن يتراجع مهما حدث. ولن ولن ولن .

من الواجهة "مقال سابق" : اننا الأن بحاجة إلى تغيير نمط العملي السياسي ما يتطلب وجود شخصيات فلسطينية أخرى تخطف الأنظار ولديها القدرة للتأثير على المتلقي والتعامل مع التحديات بفطنة ."التغيير"