يا ريس لا تلتفت للغربان ولا حدثاء الأسنان بقلم: فتحي أبو عيطة
تاريخ النشر : 2018-09-26
بسم الله الرحمن الرحيم

يا ريس لا تلتفت للغربان ولا حدثاء الأسنان

بقلم: فتحي أبو عيطة
بدايةً لست من المطبلين والمنتفعين والمرجفين إلخ, من هذه التهم الجاهزة والاسطوانة المشروخة التي تنتظر من يرفع عقيرته بالانتقاد والمعارضة, بل أنا درويش سائر على باب الله وأفتخر بذلك.
الإخوة الأفاضل والفضليات, تمر قضيتنا الفلسطينية بمنعطف خطير ووجدت لزاماً على الجميع الاصطفاف حول الرئيس في هذا الوقت.
إنه لمن دواعي الحزن والاسى والمضحك والمبكي أن يجوب الرئيس عباس الأمصار والأقطار مستنفراً ومناشداً العالم لانتزاع الحق الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة متسلحاً بالثوابت التي يتغنى بها الجميع ولم يضيعها أحد.
رغم ما يحدث من مناكفات ومهاترات فالجميع وبلا استثناء متمسك بالثوابت, لكن من المعيب والمخزي أن يقف بعض الشواذ ويتماهى مع العدو سواءً بقصد أو غير قصد, والأجدر في هذا الوقت أن نتسامى فوق الجراحات, وعلى الأصوات النشاز أن يكون لهم العبرة في الامام الشهيد حسن البنا وتصرفه الذي ينم عن فكر عميق, وهو حجة عليكم, ذكر الامام الشهيد في (مذكرات الدعوة والداعية) انه بينما كان مدرساً في الاسماعيلية: "كتبت ضده تقارير كيدية مضمونها أنه يسئ إلى الملك والحكومة فشهد له شاهد شهادة برأته من هذه التهم", قال الشاهد كما يذكر الامام في مذكراته:" أنا رأيت الشيخ حسن في يوم مرور الملك فؤاد على الاسماعيلية يقول للعمال ( لازم تذهبوا إلى الأسكلة يعني الميناء البحري وتحيون الملك, حتى يفهم الأجانب في هذا البلد أننا نحترم ملكنا ونحبه فيزيد احترامنا عندهم والسلام عليكم".
رغم تحفظاتي على موقف أبو مازن من غزة وشعورنا بالظلم يجب علينا لزاماً أن نلتف حوله, لأن هذه فلسطين أكبر من كل التنظيمات ويجب أن يكون موقف الامام الذين انبثقتم من عباءته نموذجاً يحتذى به ونكف عن المهاترات في هذا الوقت العصيب, وعلى رأي أحمد شوقي:
إلام الخلــف بينكــم إلام؟ وهذه الضجة الكبرى علام؟
وفيما يكيد بعضكم ببعض وتبـدون العداوة والخصـام
لنتريث يا قومنا ونصفي حساباتنا ونتقاسم الكعكة غير الموجودة أصلاً ونتيح المجال للرئيس لينافح عن قضيتنا في أكبر المحافل الدولية, إلا إذا كان أبو مازن متوجهاً للمطالبة بكوسوفو أو بنغلادش بدل فلسطين.
لقد جعلتموني أيها القوم استحضر المثل البلدي القائل "زي اللي صام وأفطر على بصلة" بعد كل هذه التضحيات والدماء والحروب تطالبون بميناء في أم قرص (على رأي أحد الكتاب) ومطار في تل الرشراش, بالله كفى عليكم عناداً, هذا معيب وعجيب.
ارجعوا لكتب التاريخ والخطب الي صدعتم بها رؤوسنا والأجدر أن تتعلموها, ذكر لسان الدين ابن الخطيب في أعمال الأعلام أن الرشيد ابن المعتمد بن عباد قال لأبيه ما معناه: حاول الأمر بجهدك مع النصراني ألفونسو, ولا تستعجل بإدخال علينا من يسلبنا الملك ويشتت الشمل, فقال له أبوه المعتمد ابن عباد: يا ولدي لأن أموت راعياً بالمغرب خير عندي من أن أرد الأندلس دار كفر فتكون اللعنة عليَ من المسلمين أبد الدهر, فقال: يا أبت افعل ما أراك الله.
وفي موضع آخر كما روى صاحب الروض المعطار: رعي الجمال عندي في المغرب لدى ابن تشفين خير لي من رعي الخنازير عند ألفونسو السادس, والذي يعتبر أشد ملوك النصارى بأساً على دويلات الطوائف. ألم تقل العرب: إذا عز أخوك فهن. وما أشبه اليوم بالبارحة, واحسرتاه !!!.
أفيقوا يا قومنا نحن لسنا قطيعاً, لا تجعلونا مطيةً ودرعاً بشرياً لحمايتكم, نحن في غزة أيها السادة كمن ألقاه في الميم مكتوفاً وقال إياك إياك أن تبتل بالماء, يجب أن نلوك أحزاننا بدون ضجيج.
أيها المتنفذون الشعب يريد حكومة واحدة, برلمان واحد, رئيس واحد ومجلس وطني واحد, وحدتنا صمام الأمان وهذا يحدث ببساطة بالانتخابات فهي الفيصل.
أيها القوم الشعب بحاجة إلى من يتحسس آلامهم وآمالهم ومن يوفر لهم العيش الكريم, لقد هجر الشباب والكوادر أرض غزة الأبية والعصية ولسان حالهم يقول: إيه يا غزة والله لولا أن ساستك أخرجوني منك ما خرجت, يهربون إلى بلاد تسمونها بلاد الكفر والفجور, هناك يجدون العدل ويمارسون عبادتهم بحرية ولا يجدون من يسرق قوتهم ويذلهم, يجدون أناساً يبلسمون جراحهم, فالفقير والمعدم أيها السادة في بلده غريب والعكس صحيح.
كفى حزبيةً مقيتة دعوها فإنها نتنة, على ماذا نقتتل؟ فكلنا مسلمون وموحدون ولا يوجد أرباب على الأرض وخلفاء, فالتشدق والتخوين والتكفير باتت لغة مفضوحة لا تجدي نفعاً, آن الأوان أن تعملوا جرد حساب, ارجعوا إلى مقال مستشاركم أحمد يوسف بعنوان (لقد أخفقتم يا قوم), خذوا برأيه, ارحموا الناس التي كفرت وتحولوا لشحاتين, ألا ترونهم؟ إلا إذا كانت الرؤية محجوبة عنكم, اطردوا من بين ظهرانيكم الأصوات النشاز والمنتفعين وتجار والحروب, مواقفكم بقصد أو بدون تتماهى مع الاسرائيليين والأمريكان, فهل يعجبكم أن تدخلوا على جلادينا السرور والشماتة بنا؟ أليس فيكم رجل رشيد !!!.
رحم الله أبا عمار الزعيم الخالد الذي كان ينادي على القدس رايحين شهداء بالملايين, ليس فينا وليس بيننا وليس منا من يفرط بالقدس, هذا الذي خوناه بالأمس وهودناه وترحمنا على روحه بعدها, وهذا بالضبط ما يحصل مع خلفه الرئيس أبي مازن والذي نطالبه أن يطالب العالم بالقدس الشرقية والغربية والتنصل من كل الاتفاقيات, كفانا توسلاً وتسولاً فالمجرَب لا يجرَب, ولتتذكر أيها الرئيس قول شاعرنا العربي: إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم, فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم, وليهدم المعبد سيادة الرئيس لا تلتفت للغراب والإرهابية ليفني وأمثالها، فأنتم نواة الفتح, أرجعوا لها هيبتها, فلنتحد جميعاً أيها الرئيس ونحزم أمرنا ولنعد حساباتنا, فإما نكون أو لا نكون, وسنكون, وسر على بركة الله.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.