الواجهة ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-25
الواجهة ! - ميسون كحيل


الواجهة !!!

المشهد السياسي بحاجة إلى شخصيات واعية، مثقفة، مدركة، والأهم من كل ذلك؛ مقنعة ومقبولة، وتمتلك مهارة الاتصال، خاصة وأن المجتمع الفلسطيني لا يخلو من نخب قادرة على التكيف، والإقناع، والتعاطي مع القضايا الهامة والكبرى بوعي تام مع حالة التغييرات في المنطقة، وما يمر على المشهد الفلسطيني من مرحلة حرجة تحتاج إلى شخصيات لديها القدرة على التعبير، والشرح، والعرض، فمنذ زمن ليس قصير؛ هناك شخصيات تتبوأ صدارة المشهد السياسي الفلسطيني، ولم تتغير؛ وللتوضيح؛ لا أقصد تهميش هذه الشخصيات، أو إحالتها للتقاعد، بقدر ما يمكن أن تتحول إلى مواقع أخرى ضمن إطارها التنظيمي، أو الحكومي، ذلك أننا الآن بحاجة إلى تغيير نمط العمل السياسي، وأسلوب التعامل مع المجتمعات الأخرى، ما يتطلب وجود شخصيات فلسطينية أخرى تخطف الأنظار بسرعة البديهة، والقدرة للتأثير على المتلقي؛ إذ ان هناك شخصيات فلسطينية لديها القدرة على تبسيط القضايا، والتعامل مع التحديات بفطنة. الآن يجب أن تتغير حياتنا، وأن تتغير معها الوجوه التي سيطرت على الساحة الفلسطينية التي تزخر بالجدل، والدجل في أحيان كثيرة، ويجب أن تتغير معها أشياء كثيرة تتعلق بنظرتنا إلى أسلوب تعاملنا مع اأنفسنا أولاً، ومع عدونا ثانياً، ومع عمقنا العربي ثالثاً، إضافة إلى خلق سياسة جديدة للتعامل مع المجتمع الدولي، وهذا يتطلب أيضاً تغيير وجوه وشخصيات اعتاد عليها المجتمع الدولي، وليس نقصاً فيها؛ إنما نحن في حالة تتطلب هذا التغيير ليكون سنداً بجانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكما قلت سابقاً؛ الحالة الفلسطينية بعد خطاب الرئيس لن تكون كما قبل هذا الخطاب، وأشدد على ضرورة أن لا تكون؛ ذلك أن سنوات طويلة قد مرت ونحن في حال لا يسر صديق، ولا شك أن البداية في هذا التغيير يجب أن يتضمن تغييراً فعلياً في الأشخاص قبل الأفكار، خاصة ونحن مقبلون على حالة سياسية، واجتماعية، واقتصادية شديدة الخطورة، و سنواجه فيها أسوأ ما جاءت به الولايات المتحدة الأمريكية من إدارة، ورئاسة، وأصعب ما جاءت به الصهيونية من رئيس وزراء لحكومة الاحتلال؛ لأنه بالأصل الأضعف مع ضراوة العدوان والتوسع، والممارسات العنصرية! وفي الفترة القادمة، فإن الفلسطينيين بحاجة ملحة لحشد الطاقات، وتسليط الضوء، وانتباه المجتمع الدولي على آليات الإرهاب الصهيونية، وإجراءاتها التعسفية، والعمل بقناعة تامة بأنهم أي الفلسطينيين لا يمكنهم مواجهة إسرائيل عسكرياً، ولن يُسمح لهم من التمكين السلاحي؛ فكل ما حدث وحصل لا يخرج عن رؤية ورغبة الاحتلال، فلا يتوهم أحداً بعكس ذلك! ويبقى أن نتذكر ما قاله ريتشارد فورك: "لا تجلب الأسلحة النصر في الحروب، بل الحشود المسلحة بالأخلاق والرؤى" وهذا يندرج ضمن الموقف الواحد، والرأي الواحد، واليد الواحدة، و وحدة الشعب والقيادة في مواجهة المغتصب.

النضال الوطني الفلسطيني مستمر، وسيستمر، ولكننا بحاجة إلى التجديد السياسي، والفكري، والأخلاقي بعيداً عن الشعارات، وتشويش أفكار الناس، بأجندات حزبية نابعة من الوهم، والرغبات والاستمرار على اختزال الموقف الفلسطيني ضمن ارتباطات مع أطراف خارجية، تبحث فقط عن مصالحها. ولنبدأ بأنفسنا لتغيير كل شيء بدءاً من الواجهة .

كاتم الصوت : من النخب المؤثرة المؤمنة بالمصالح العليا، والفترة القادمة بحاجة إلى جهودهم أمثال حنان عشراوي الشخصية الوطنية النسائية الفذة، و د.محمد اشتية صاحب الخبرة السياسية والاقتصادية، والمتمسك بالوطنية الفلسطينية قبل كل شيء. وأخرين.

كلام في سرك : ما قاله ترامب ليس جديدأً، الشعب وحده القادر على الوقوف في وجه أي تحالف ينتقص من حقوقه. أما العرب والمسلمون فعليهم إثبات أن الرواية الدينية لترامب في القدس غير صحيحة وإلا......!