خمس دقائق بقلم أ. محمد فاروق ابوفرحه
تاريخ النشر : 2018-09-24
خمس دقائق بقلم أ. محمد فاروق ابوفرحه


بسم الله الرحمن الرحيم

خمس دقائق

شعور غريب و متناقض في خمس دقائق , تفتح الفيس بوك تلاقي خبر واحد مشيره عن حادثة حصلت لصديق فتحزن و تكتب له كلمه تعبر عن مدى حزنك , ثم تحرك إصبعك قليلا فترى بوست أو خبر عن فرح قريب لأحد أقاربك فسرعان ما يتبدل حزنك الذي لم يدم أكثر من غمضة عين إلى فرح و سعادة و تهنئة حارة من القلب .

و من ثم تحرك إصبعك ليأتي خبر جديد , صديقك المقرب ( وليد ) يشعر بالمرض مع ايموشن( وجه حزين ) , فتتغير السعادة إلى ضيق و زعل و تكتب اللي فيه النصيب و دعاء بالشفاء و ايموشن (وجه زعل ) , ثم خبر أخر بوست منزلاه حبيبتك بتقول فيه إنها تشعر بالضيق , فيتغير شعورك فورا و احاسيسك إلى كائن محب و لطيف و تبدأ إشعاراتك لها و ايموشن ( وجه حب ) و قلب احمر و قلق و خوف و كل اللي تقدر عليه .

و لما ماتردش حبيبتك عليك تشوف الخبر اللي بعده فيديو مكتوب : لن تستطيع أن تتوقف عن الضحك فيه , فتضغط عليه و هنا يتغير إحساسك للمرة العاشرة و تبدأ الضحك و تتهلل أساريرك و تعوم ( فشتك ) و تحاول تنادي على حد في البيت علشان يشوف الفيديو معاك و ممكن تعيده تاني , و إذا لم تجد تنتقل لخبر أخر و أخر و أخر و كل لحظة بشعور مختلف حزن سعادة ضيق غضب فرح حب زعل و تهنئة , عزاء , دعاء , فكرة على البال, فكرة و تلغيها , تهديد , خبر , فيديوهات بكل الأنواع , و يا لها من خمس دقائق

كأنك في مدينة ملاهي كبيرة كل الأحاسيس موجودة سعادة و فرح و قلق و رعب و خوف و تعب و دوري بينا يا دنيا دوري, و على رأي يوسف وهبي : و ما الدنيا إلا مسرح كبير و أنا أقول : و ما الفيس بوك الا مسرح اكبر
زمان لم يكن الشعور يتبدل بهذه السرعة الكبيرة مثل الآن ,,,,, لا فرح بيدوم و لا حزن بيدوم لكن بالسرعة دي سبحان الله المغير الذي لا يتغير

الكاتب / ا / محمد فاروق ابوفرحه