ما بعد أوسلو..بقلم:رامي مهداوي
تاريخ النشر : 2018-09-23
ما بعد أوسلو..بقلم:رامي مهداوي


ما بعد أوسلو...
رامي مهداوي
ترامب ونتانياهو يقضيان أجمل أوقاتهم بعد عقد قرانهما في إطار زواج المتعة لكي يحقق كل منهم ساديته بغرور وعدوانية، وصل ذلك الى حد لا يهمهما الا أنفسهما والحلقة الضيقة لهما. ذلك جعلهم يعيشون في حالة من الغيبوبة على الصعيد الدولي وليس فقط معنا كفلسطينيين.
أن أجندة الرئيس الأمريكي الخاصة تمنعه من عمل الكثير تجاه تدهور مكانة أمريكا في العالم وبالتحديد بمنطقة الشرق الأوسط، من هنا فإن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية_ في الوقت الراهن_ هي بيد عصابة غالبيتهم من أتباع اللوبي الصهيوني همهم الأول والأخير المحافظة على وظيفتهم.
لقد أغرقنا أنفسنا بأنفسنا منذ زمن في تفاصيل الوهم لنفقد مواقفنا الأساسية ونبرر ذلك بتبريرات كادت تنسينا مبادئنا الوطنية التي تتآكل يومياً، وحتى هذه اللحظة لم نقم بما يجب أن فعله من أجل وقف هذا النزيف في الجرح الفلسطيني المتمثل في 25 عام من المماحكات التي لا تنتهي بشأن ما هو أقل ..أقل..
يومياً خلال 25 عام نشاهد تحويل أرضنا الى دولة كولونيالية هدفها المعلن الإعتناء باليهود من دون غيرهم وقانون القومية الأخير لهو خير دليل، ما أشاهده بشكل يومي يجعلني أقتنع بأننا دخلنا مرحلة جديدة لنطلق عليها اسم "ما بعد أوسلو"، أدخلنا لهذه المرحلة أدائنا السيئ في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل الذين لعبوا دوراً أساسياً في إضعافنا وتفكيكنا بما يتلاءم مع مشروعهم الصهيوني الإمبريالي.
التحدي الأساسي في هذا الوقت بالتحديد هو أنفسنا نحن الكُل الفلسطيني، حان الوقت لكي نجعل من حقوقنا الإنسانية البوابة التي يجب أن نخاطب بها العالم، ومواجهة الرأي العام الإسرائيلي حسب منطلقاتنا كشعب يطلب الحرية وتنفيذ حق تقرير المصير، ما لم نقم بالمهام الأساسية التي علينا فلن يكون أمامنا سوى الإنصياع الى مصير مظلم أشبه ما يكون لمصير الهنود الحمر في أمريكا.
ما نستطيع فعله لمنع ذلك يتمثل في مواجهة إسرائيل والإشتباك معها في المحافل والهيئات الدولية _كما ذكرت في مقالي السابق_ أيضاً أن يتم التركيز على التصدي للإستيطان الكولونيالي الصهيوني بفعل جماعي وليس كل قرية تقاتل وحدها من خلال فعل مدروس. وأيضاً الإستنهاض في الفعل الحكومي من خلال الفعل المؤسساتي المبني على خطة تنموية مقاومة للإحتلال تستند على البناء في مواجهة آلة الهدم الإستعمارية.
أتمنى أن أكون مخطئ، لكن نحن دخلنا مرحلة ما بعد أوسلو والعجز سيد الموقف، أخشى ما أخشاه بأننا سنستيقظ يوماً ما ونسأل أنفسنا: ماذا حصل؟ لماذا تركناهم يأخذون أرضنا من دون أن نكون لهم في المرصاد؟! وهذا ما حصل معنا في حيفا..عكا.. يافا.. صفد.. فأين نحن من كل ذلك؟!

للتواصل:
 [email protected]