سيناريو وقف تمويل غزة بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي
تاريخ النشر : 2018-09-19
سيناريو وقف تمويل غزة بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي


سيناريو وقف تمويل غزة
بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي
كاتب وباحث في الشئون السياسية
اليوم في المركز الثقافي الفرنسي بغزة, في أحدي القاعات نجلس مجموعة من الشباب والشابات جئنا جميعا لتعلم اللغة الفرنسية ,القاعة مريحة ومجهزة بشاشة ذكية, ومكيفات للهواء البارد, والرسوم مخفضة الي النصف تقريبا تمشيا مع الوضع الاقتصادي البائس في قطاع غزة, والوضع السياسي الساخن.
الحصار يبدوا واضحا في الحضور الصامتة,والأمل في الخروج من الأزمة المميتة شبه مستحيلة, ولكننا نتعلم, ونعرف أننا نعيش في سجن كبير, ندفع تكاليفه من حياتنا, و الخروج من قطاع غزة وهو حلم أصبح يراود الكثيرين منا,لكنه أيضا أمر في غاية الصعوبة. فقطاع غزة تحول من قطاع ساحلي جميل ومريح علي البحر الي مقبرة للإحياء.
6 ساعات أسبوعيا في المركز الفرنسي هي بمثابة استراحة وهروب من الواقع المؤلم.
في مكان آخر في شمال غزة تنطلق الزغاريد وداعا للشهداء الذين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي في مسيرات العودة, وأمام أطباء بلا حدود يقف العشرات من الشباب ممن بترت أطرافهم بانتظار الوصول الي العلاج.
الوضع الاقتصادي مزري للعلية , وأي فرصة عمل في القطاعين الخاص والعام هي بمثابة هدية من السماء للشباب, المحلات التجارية تتهاوي مغلقة أبوابها, والعديد من التجار يقبعون في السجون لعدم قدرتهم علي الإيفاء بالتزاماتهم ومؤسسات العمل المدني لا تقترب من غزة إلا في أضيق نطاق, وكالة الغوث التي تغيث أكثر من مليون شخص بغزة علي وشك الانهيار بسب الإفلاس.
في الشبكة العنكبوتيه تتراشق الفصائل الاتهامات بتعطيل المصالحة والتهدئة معا, ولعنة صفقة القرن أصبحت تهمة, يلصقها طرف يتهم بالآخر, لكن الحقيقة أن صفقة القرن تنفذ دون الاستعانة بأحد.
في القاهرة أجواء المصالحة وصلت الي أدني درجات التفاؤل وخيبة الأمل مرسومة في وجوه الناس, لم أعد أصدق ما أسمعه, هل المصالحة معقدة الي هذه الدرجة؟
القادة في رام الله يلوحون بوقف تمويل غزة,والقادة في غزة يستعدون لما هو أسوأ
وفي تقديري لو توقف تمويل غزة فستكون الأمور علي الوجه التالي:
السلطة ستوقف تمويل أملفات الصحة والمياه والكهرباء والتعليم والصحة والشئون الاجتماعية وتمنع صرف جوازات سفر, وإغلاق المصارف
والفصائل في غزة ستتخلي عن الأمن علي الحدود مع إسرائيل ومع مصر, وسيتم وقف أنشطة حركة فتح بغزة, ¸و مهاجمة غلاف غزة وإغلاق المعابر , ستتطور الأمور سريعا الي حرب, وسيتم تدمير أجزاء واسعة من غزة وقتل اكبر عدد ممكن من السكان ستتدخل بعض الدول العربية والأوروبية لوقف إطلاق نار ينتهي بهدنة طويلة الأمد, ووسيتم الموافقة علي فتح معبر رفح وعمل مرفأ إما في قبرص التركية او في أي مكان آخر ولكن الهدف من كل ما ورد هو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وبهذا سيتم وئد المشروع الوطني ويكون حل الدولتين قد انتهي الي الأبد.
وبهذا نكون قد طبقنا الجزء الثاني من صفقة الفرن
[email protected]