اغواء وتغرير بقلم: خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-09-19
اغواء وتغرير بقلم: خالد صادق


إغواء وتغرير
خالد صادق
ازدادت التوقعات الصهيونية عن قرب اندلاع حرب جديدة على قطاع غزة, ودللت على ذلك بتسارع الأحداث الميدانية وخطورتها, إسرائيل تتمرد على الواقع الذي تعيشه, وهى تكابر وتعاند وتصر على المضي في طريق ستكون نهايته وخيمة عليها بحيث ستؤدي إلى مواجهة هي لا ترغب بها الآن, لكن حالة التغرير والإغواء هي التي تدفع الكيان المجرم للاستمرار في عناده والمضي نحو المواجهة, فكل المشاهد تصب في صالحها حالة التأييد الأمريكي المطلق لسياستها, وحالة السكون والاستسلام التي تمر بها السلطة الفلسطينية التي لا تقوى على مواجهة «إسرائيل» بعد ان تخلت عن كل خيارات المواجهة, وحالة التواطؤ العربي والتقارب مع الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية, وحالة العمى التي أصابت المجتمع الدولي بحيث لم يعد يرى كل الجرائم التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين على المستوى السياسي والعسكري, ويعجز عن إلزامها أو محاسبتها.
هذا التصعيد الصهيوني الغير محسوب النتائج شهدته الساحة الفلسطينية في كل ربوع الوطن, فالأقصى يتعرض لأكبر حملة من الاقتحامات والتدنيس وممارسة الطقوس التلمودية داخل باحاته تحت أعين الحراس والسدنة وموظفي الأوقاف الذين تم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح وهم يدافعون عن أقصاهم, ويبدو ان معركة جديدة ستنفجر خلال الأيام المقبلة بين المقدسيين وجنود الاحتلال بعد ان تصاعدت استفزازات الصهاينة إلى حد خطير حذر منه خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري, ودعا كل الأطراف لتحمل مسؤولياتها ووقف ممارسات الاحتلال داخل باحات الأقصى وإيقاف كل الطقوس التلمودية التي تنظم داخل باحات الأقصى والتي تدل دلالة قاطعة على نوايا الاحتلال بالبدء بمرحلة جديدة لممارسة طقوس دينية, وهي مرحلة تسبق مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
والتصعيد تمثل أيضا في نوايا الاحتلال الصهيوني هدم الخان الأحمر وتهجير سكانه منه بالقوة, وذلك بعد قرار محكمة الاحتلال الصهيوني بإخلاء البؤرة السكانية في منطقة الخان الأحمر, وهذا كفيل ان يفجر براكين الغضب في وجه الاحتلال, خاصة ان هناك نوايا إسرائيلية لإخلاء أكثر من 65 تجمعا سكانيا للفلسطينيين في المنطقة «ج» الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية وفق اتفاقية أوسلو المشؤومة, التي منحت الاحتلال حق السيطرة على المناطق «ج» وإدارة أوضاع الفلسطينيين هناك مما حول هذه المناطق إلى مستوطنات يسعى الاحتلال لإقامتها على حساب الفلسطينيين بعد ان يتم تهجيرهم منها بالقوة, وهذا كفيل بتبديد حلم السلطة بقرار حل الدولتين, ومنع التواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية في الضفة وتحويلها إلى كانتونات منعزلة عن بعضها البعض ومنع التواصل فيما بينها مما يبدد كل مسارات الحل لهذه المعضلة «السلطوية».
وبلغ التصعيد الصهيوني مداه عندما أقدم الاحتلال الصهيوني بالأمس على قتل ثلاثة فلسطينيين اثنان في قطاع غزة وشهيد ثالث في الضفة الغربية تم اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب المبرح حتى استشهد تحت التعذيب, أما الشهيدان في قطاع غزة فقد تمزقت أشلاؤهما نتيجة صاروخ أطلق باتجاههما, ولم يتم التعرف عليهما بسهولة, وأصيب أكثر من أربعين فلسطينيا في مسير بحري قرب منطقة «زكيم» شمال قطاع غزة نتيجة لرجم المتظاهرين الفلسطينيين لجنود الاحتلال الصهيوني بالحجارة, ولا زالت فعاليات مسيرة العودة مستمرة حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة, والعودة إلى اتفاق التهدئة الذي تم التوقيع عليه في عام 2014م برعاية الشقيقة مصر, وإلا فإن المنطقة قادمة على تصعيد جديد ربما يكون أشد من سابقيه, وعلى الاحتلال الصهيوني ان يدرك ان شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة لن يقبل باستمرار الحصار على قطاع أكثر من ذلك, فإما العودة لاتفاق القاهرة 2014م, وإما تصعيد عسكري وموجه جديدة من المواجهة مع هذا الكيان المجرم, فلا تخدعنكم أيها الصهاينة الأشرار كل حملات الإغواء والتغرير التي تمارس عليكم من البعض, لأنكم أنتم من سيدفع الثمن, ويتحمل تبعات سياستكم الخاطئة.