رواية شبابيك زينب والانتفاضة الأولى بقلم:هدى عثمان أبو غوش
تاريخ النشر : 2018-09-19
رواية شبابيك زينب والانتفاضة الأولى بقلم:هدى عثمان أبو غوش


هدى عثمان أبو غوش:
رواية شبابيك زينب والانتفاضة الأولى
روايّة شبابيك زينب" للكاتب الفلسطيني رشاد أبور شاور ، 2018، دار الشّروق للنشر والتّوزيع .
يقسّم الكاتب الرّوايّة إلى فصليّن، الفصل الأوّل يصوّر لنا مشاهد من الانتفاضة، ويعتبر الفصل الأوّل عرضا لمشاهد تظهر فيه عدّة شخصيات، وقد قام الكاتب بعنونتها. أمّا الفصل الثّاني فيتطرق حول الجدال في قضيّة التّبرع بقلب الشاب ناصر الهوّاش المريض "موت سريري" في مستشفى المقاصد، إثر إصابته من قبل قوّات الإحتلال في مدينة نابلس لصالح الإسرائيلي "يهيل يسرائيل" ، وموت الاسرائيلي والفلسطيني في النهاية دون أن يتبرع القلب للمريض .
المكان نابلس، مخيّم بلاطة، والقدس، أمّا الزّمان فهو 1988 الإنتفاضة.
جاء سرد الرّوايّة منذ البدايّة بطريقة تقريريّة غير مشوّقة حيث بدأ الكاتب بسكب معلومات من التّاريخ والجغرافيّا تتعلق بنابلس وكأنّنا نقرأ كتابا في التّاريخ أو الموسوعة.
ويمضي الكاتب في سرده التّقريري، فتحت عنوان "إيقاع" يستخدم مثلا الكلمات المتداولة في نشرات الأخبار مثل ،شمل الإضراب، وضعت قوات العدو ّ، أغلقت سلطات الإحتلال" دون احتواء المشهد على محسنات بلاغيّة أو فنيّة تثير مشاعر القارئ. وهكذا في عدة مشاهد "المساجد، القلب المعطوب."
بينما نلاحظ إختلاف السّرد تحت عنوان هديل الحمامّة" و"الصقر الحزين" حيث برز الوصف والتّعبير عن المشاعر من خلال الشخصيّات. جاء السّرد خاليّا من وصف الشّخصيّات الفلسطينيّة في الرّوايّة للباس الثّوب الفلسطينيّ والفلاحيّ مثلا .
برزت الشّخصيات النسائيّة في الرّوايّة كمساندة وفعّالة في مقاومة الإحتلال والنضال وهي تحمل رموزا.
شخصيّة أُمّ إبراهيم تنسج المقاليع وتوزعها على الشّباب، زينب التي تحمل عنوان الرّوايّة هي رمز للسّلام، هي تبحث عنه فمن أقوالها "الحمام عائلتي"، فدوى المثقفة هي المدرسة في مخيّم بلاطة رمز للأمل، وقد سميّت على اسم ابنة نابلس الشاعرة فدوى طوقان.
الحاجة أُمّ راضيّة الثائرة هي المساندة لمجتمعها تنزل إلى ميدان الحدث تناضل وتُصاب، وتنتمي للجنّة الأُمّهات وتهتم بمواساة الشّهداء.
شخصيّة ناصر تمثل الشّباب المناضل المليء بالحماس والشّجاعة، حيث يقول ناصر لأمّ إبراهيم "أكثري من صناعة المقاليع".
يستخدم الكاتب ألأُسلوب السّاخر من خلال مدرس التّاريخ محمود، حيث يظهر من خلال محاورته لتلاميذه، فيعبّر عن سخطه وهمومه السياسيّة. كما "وكس" الكاتب حالة الحزن من خلال النّكت عن الخلايلة تحت عنوان التّين والعنب.
أمّا العاطفة فجاءت حينا موفقة كما في عنوان "الصقر الحزين" حيث ظهرت عاطفة الحب والمشاعر بين مصطفى وزينب مؤثرة ، بينما تحت عنوان"مكالمة" لم يسترسل الكاتب بإسهاب في عاطفة الغضب، إنمّا جاءت مختصرة بعد انتهاء الطبيب الفلسطيني من مكالمة مع الطبيب الإسرائيلي.
أمّا الحبكة والصّراع حول قلب ناصر لمنحه للمريض الإسرائيلي، فقد ظهر في الفصل الثاني بشكل متدفق سريع، تخلله محاولة الاقناع من قبل الطبيب والصّحفي من الجهة الإسرائيليّة، بينما كان الفصل الأول يتحرّك على وتيرة هادئة.
جاءت اللغة بالفصحى البسيطة غير المعقدة قريبة من نبض الشارع، وقد جاء الحوار أيضا بالفصحى القريبة إلى العاميّة.