حماس في عامها الثلاثين .. الواقع والمأمول بقلم : عادل فايز أبو كوش
تاريخ النشر : 2018-09-19
حماس في عامها الثلاثين .. الواقع والمأمول

بقلم : عادل فايز أبو كوش .

" لم تتردد حماس في إقامة هذا المؤتمر من أجل أن تعرض كل مسيرتها للتقييم والتقويم وأن يسهم الجميع في تقديم النصيحة والرأي والرؤية لهذه الحركة، فحماس تخطت حدودها التنظيمية ولم تعد تملك نفسها وهي ملك لهذا الشعب "، هذا ما قاله رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الأول " حماس في عامها الثلاثين .. الواقع والمأمول " .. ومن هذا المنطلق أقدم لصانعي القرار في حماس هذه النصائح بين الواقع والمأمول، وهي غيرةً على هذه الحركة التي أرى أنها من أفضل حركات وأحزاب الشعب الفلسطيني، وأنها تستند لمنهج عظيم الطهارة والنبل والحق والوطنية، وتسعى لتحقيق أهداف سامية ووطنية وإنسانية بل وربانية، حركة أبرز ما ميزها هو تمسكها بالثوابت الوطنية وعدم التنازل عن ذرة منها رغم ما كابدته وقادتها وأبنائها من استهداف وموت وتعذيب وسجون ومعاناة وحصار، حركة تمتلك أنبل ظاهرة عرفها التاريخ وهي : جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام " مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية "، جناحها العسكري الذي يموت من أجل أن يحيا الشعب والقضية، الذي سطر عبر تاريخه أروع ملاحم العظمة والفداء والبطولة والتضحيات والإقدام والشجاعة والوطنية، الذي كون وأنشأ من إمكانيات الصفر ومن وسط الاستهداف والحصار والملاحقة جهاز عسكري منظم متطور استطاع أن يواجه أعتى جيوش العالم وأكثرها تقدماً بل أذلهم ومرغ أنوفهم في التراب وأسمعنا صراخ جنودهم داخل مواقعهم العسكرية وبيوتهم ومدنهم .

إلا أن هذه الحركة العظيمة صاحبة المشروع العظيم، وقعت في أخطاء كارثية وكبيرة لم أتخيل ولو لحظة أن تقع فيها إبان تجربتها في الحكم، صحيح أن حماس لم تأخذ الحد الأدنى من فرصتها في الحكم بشكل طبيعي بسبب تآمر العدو والصديق، تآمر أقرب المقربين وأكبر دول العالم وأغناهم، إلا أن هذا ليس مبرر لما وقعت به من أخطاء وليس له علاقة، وهي باختصار /

_ تردي الوضع الصحي والطبي في قطاع غزة، والذي لم يشهد أي تطوير، فكل مواطن في غزة لديه على الأقل 3 قصص تدل على الإهمال الذي يقابله في المستشفيات العامة، مما أدي للوفاة في بعض الحالات، حتى أصبح أكثر ما يخشاه المواطن الغزي هو أن يمرض لأن الجانب الطبي والصحي أسوأ ما في قطاع غزة .
_ التعيينات والتكليفات في الصحة والتعليم والعديد من الوزارات، لم تتم على أساس مهني بل على أساس حزبي في كثير من الأحيان .
_ وجود بعض الفاسدين وغير المؤتمنين في بعض المؤسسات دون اتخاذ أي إجراءات بحقهم .
_ عدم الاهتمام الحقيقي بالأسر الفقيرة وعدم وضعها على سلم الأولويات، هناك أسر وحالات كثيرة وصعبة للغاية، لا يتم متابعتها ولا مساعدتها ولا الالتفات لها والإحساس بها وبخطورة معاناتها .
_ الاهتمام بمشاريع غير مهمة على حساب بناء المستشفيات وتطوير الجانب الصحي والطبي وستر الأسر الفقيرة، كمدينة النور وقصر العدل والأماكن الترفيهية والمباني الفخمة، وتشجيع المتبرعين ببناء المساجد الخمس نجوم، وعدم توجيه المتبرعين الداخليين والخارجيين والدول لتطوير الجانب الصحي والطبي وشراء الأجهزة الطبية على رأسها جهاز السي تي والرنين المغناطيسي والمناظير، ومساعدة الأسر الفقيرة وفتح مشاريع صغيرة لهم .
_ رفح بلا مستشفى .
_ إتباع سياسة السلطة القديمة في الهوة الكبيرة بين الموظفين في الرواتب .
_ إتباع سياسة السلطة القديمة في منح الامتيازات الخاصة المتعددة لكبار المسئولين والموظفين، مما لا يليق بحركة مجاهدة .
_ استخدام هذه الامتيازات والسيارات في المصالح الخاصة، في مظهر لا يليق بحركة مجاهدة .
_ الانشغال عن أهداف الحركة : بناء الفرد المسلم، بناء الأسرة المسلمة، بناء المجتمع المسلم .. الانشغال عن الدعوة وهي قلب حماس وسر وجودها وعظمتها .
_ عدم إدارة أزمة الكهرباء بحكمة وعدم المتابعة، حيث أن الكهرباء في عدد ساعات وصلها تفصل عدة مرات وتأتي متأخرة وتفصل قبل ميعادها، وسبق لصحيفة الرسالة أن نشرت تقرير عن فساد داخل شركة الكهرباء .
_ الواسطة والمحسوبية .
_ التعامل الفض وغير اللائق من بعض أفراد الشرطة أو المرور أو الوزارات مع الجمهور .
_ سياسة محاربة الأترمال غير مفهومة، حيث من يقبض عليه متلبس يخرج بعد 3 ساعات من تدخل الوساطات، وحيث أن هناك نقاط بيع أترمال معروفة وشهيرة ونشيطة لا يتم القضاء عليها .
_ مسيرات العودة التي أقرت الهيئة العليا لها أن فعاليتها ستكون على بعد 400 متر من السلك الفاصل، ثم سرعان ما سمحت لشبابنا وفلذات أكبادنا أن يتقدموا عاريي الصدور نحو جنود مدججين بأعتى وأحدث الأسلحة ومختبئين ومحصنين خلف جدر محصنة، مما كان نتيجته سقوط 180 شهيد و20.000 جريح منهم عشرات حالات البتر، دون خدش جندي صهيوني واحد أو عودة لاجئ واحد أو فك 1 % من الحصار، أفضل وأشجع شبابنا الفلسطيني يسقطون في مشهد محزن ومؤسف وهم الذين يجب استثمارهم في العمل العسكري الجاد أو في خدمة المجتمع، يجب التفكير في جدوى تقديم هذه التضحيات!!،والتي لا جدوى لها، يجب منع الشباب من التقدم واستمرار الفعاليات كما أقرت الهيئة العليا على بعد 400 متر .
_ المقاومة تبدع وتقدم تضحيات باهظة في الميدان، وقيادة حماس السياسية تضع يدها بيد أعداء المقاومة وتأخذهم يفاوضون باسمها، مما أضاع كل تضحيات المقاومة والشعب في كل مناسبة وأبرزها حرب العصف المأكول .

هذا واقع : حركة المقاومة الإسلامية _ حماس، سلبيات وإيجابيات " من وجهة نظري " .
المأمول : وما زال في العمر بقية وفي الأمر متسع، تعزيز الإيجابيات والقضاء على السلبيات .