لحظات الوفاء لأسير مجاهد بقلم: خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-09-18
لحظات الوفاء لأسير مجاهد بقلم: خالد صادق


لحظات الوفاء لأسير مجاهد
خالد صادق
اليوم يدخل إضراب الشيخ خضر عدنان يومه السابع عشر, هذا الإضراب الذي جاء للتصدي لسياسة الاعتقال التعسفية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين, فالاحتلال شرع لنفسة قانونا خاصا يتيح له محاسبة الأسرى على نفس التهم المنسوبة إليهم مرات عديدة, وهذا ما رفضه الشيخ المجاهد خضر عدنان الذي عرضت عليه النيابة الاعتقال لمدة 14 شهرا على لائحة اتهام نسبت إليه سابقا وحكم عليه بالسجن, واليوم يطلب الاحتلال من الشيخ خضر إما القبول بالاعتقال لمدة 14 شهرا, أو ان يتم تحويله للاعتقال الإداري المفتوح, وهو ما قابله الشيخ خضر بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على سياسة الاعتقال التعسفية الصهيونية, في تحد جديد لقرارات سلطات الاحتلال التي تشرع قوانين خاصة في سجونها تستهدف من خلالها الأسرى الفلسطينيين بغرض تشديد الخناق عليهم وقتلهم داخل السجون النازية.
الشيخ خضر عدنان يخوض معركة الأمعاء الخاوية ضد الاحتلال وهو يدرك انه يخاطر بحياته, لأن الاحتلال هدده بعدم الاستجابة لمطالبة حتى لو أدى ذلك إلى وفاته لا سمح الله, لكنه قبل التحدي وحمل روحه على كفه وبدأ معركة الأمعاء الخاوية منفردا, آخذاً على عاتقه إنهاء سياسة الاعتقال التعسفي, واليوم يدخل إضرابه عن الطعام يومه السابع عشر, وقد بدأ يشعر بالإعياء الشديد, وخدلان في الأطراف, وغبش في الرؤية , والاحتلال النازي لا يعبأ بكل ذلك بل قام بعزله في زنزانة انفرادية وقام بنقله إلى سجن الجلمة ومنع كل أشكال التواصل بينه وبين العالم الخارجي, واتخذ المزيد من الاجراءات التعسفية المشددة بحقه, لأنه يعلم جيدا ان هذا الرجل لا ينكسر امام جبروت الاحتلال, ولن تردعه كل هذه الإجراءات, لن يوقف إضرابه المفتوح عن الطعام حتى يصل لأهدافه, فإرادة خضر عدنان أقوى من جبروت الاحتلال ومن قهره وتعسفه, وقد قامت مصلحة السجون باقتحام زنزانته عدة مرات والعبث في محتوياتها للتضييق والتنغيص عليه.
المحاكم الصهيونية كعادتها تجاوبت مع مطالب سلطات الاحتلال وقامت بتأجيل قضيته إلى يوم الثاني والعشرين من شهر أكتوبر القادم لإعطاء الفرصة للاحتلال لكي يمارس كل الضغوط عليه وكل أساليب التعذيب والقهر, فإذا ما جاء موعد المحكمة في هذا التاريخ يكون الشيخ خضر قد وصل إلى ذروة الإعياء والتعب والمرض ويتم مساومته على حريته, فالاحتلال دائما يراهن على الوقت, ويعتبر ان الوقت دائما يصب في صالحه, وان أسلوب المساومة والتسويف والمماطلة يمكن المراهنة عليه لتحقيق مكاسب لصالحة, وقد استخدم هذا الأسلوب في إضراب الشيخ خضر عدنان عام 2012م الذي استمر لمدة 66 يوما , وفي العام 2015م خاض الشيخ خضر عدنان معركة الأمعاء الخاوية والتي استمرت لمدة 56 يوما واستطاع انتزاع تعهد من الاحتلال الصهيوني بعدم اعتقاله إداريا, وهو ما يسعى الاحتلال لأن يتنصل منه اليوم.
الشيخ خضر عدنان يعرف كيف يخوض معاركه ضد الاحتلال الصهيوني, ويعرف أساليبهم جيدا وكيف يمارسون كل أشكال الضغط على المضربين لكي يجبروهم على إنهاء إضرابهم عن الطعام دون تحقيق مطالبهم, لكنه اعتاد في كل معاركه التي خاضها ضد الاحتلال ان يجبرهم على الاستجابة لمطالبه, ونحن على يقين ان الشيخ خضر عدنان سينتصر على سلطات الاحتلال, لكن الوصول إلى لحظة النصر لن يكون سهلا أو هينا, لأنه يحتاج إلى إرادة حقيقية كتلك الإرادة التي يمتلكها الشيخ خضر عدنان, والتي لا يمكن للاحتلال ان يكسرها, لكننا في هذا الوقت مطالبون بمساندة الشيخ خضر عدنان في معركته مع الاحتلال والتضامن معه, وتنظيم فعاليات جماهيرية حاشدة لنصرته, فهو يخوض معركته لإنهاء سياسة الاعتقال التعسفية الصهيونية بحق الأسرى, وهذا مدعاة لنا جميعا ان نكون إلى جواره وهو يخوض معركته, ونسانده إعلاميا وجماهيريا حتى تتحقق أهدافه, فالشيخ خضر عدنان أصبح رمزا للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني, ومعبرا عنهم بحيث انه لم يترك أي أسير ممن أفرج عنهم الاحتلال بعد انقضاء فترة محكوميته, أو ممن انتزعوا حريتهم نتيجة إضرابهم عن الطعام إلا كان في مقدمة مستقبليهم ومشاركا في كلمات الاستقبال والترحيب, غير آبه من تحذيرات الاحتلال وتوعده له بإعادة اعتقاله مجددا, إنها لحظات الوفاء للشيخ المجاهد خضر عدنان .