قراءة في مواسم الزيتون الشلتونية بقلم:فياض فياض
تاريخ النشر : 2018-09-18
قراءة في مواسم الزيتون الشلتونية
فياض فياض
عام 2018 هو عام زوجي،ولم تحدث،خلال اخر اربع عقود مضت، ان كانت سنة زوجية ذات موسم شلتوني ، قبل عام 2010 وعندما كنا نعاني من تباين حاد وواضح في المحصول بين سنة واخرى،فإن السنة المفردة هي الشلتوني وكانت السنة المزدوجة سنة ماسية .
الانتاجية المتوقعة لهذا العام باذن الله تعالى ستتجاوز ال 11 الف طن زيت زيتون ، في قلسطين ومنذ عام 1996 اصبح لدينا توثيق رسمي لانتاج الزيتون من خلال جهاز الاحصاء المركزي ، وتشير التقارير الى ان انتاج عام 1997 كانت الانتاجية الفعلية هي 5961 طن زيت زيتون . وانتاجية عام 1999 كانت 3436 طن زيت زيتون ، وفي عام 2001 كانت الانتاجية 5443 طن زيت زيتون, وكانت الانتاجية عام 2003 قد تجاوزت خط الانتاج المتوسط وهو 11154 طن زيت . عام 2005 م الانتاجية هي 6790 طن زيت زيتون وعام 2007 كانت الانتاجية 8870 طن زيت زيتون ، واخر عام كان به الموسم شلتوني كان عام 2009 بانتاجية بلغت ، 4774 طن زيت زيتون . من هذه الاقام نكتشف ان العام الحالي رغم الانتاجية الضعيفة الا انها تقارب 150% من متوسط انتاجية السبع سنوات الشلتونية الاخيرة ، حيث ان متوسط انتاج السنة الشلتونية منذ قدوم السلطة هو 6632 طن زيت زيتون .
استقرار الاسعار لاخر خمس سنوات وتراوحها بين 22 – 25 شيقل للكيلو من الزيت البكر العادي ، وليس العضوي او الفاخر ، طبعا هذه الاسعار المتداولة في شمال الضفة الغربية ، بينما في وسط الضفة وجنوبها ، ليس هناك من قانون يحكم الاسعار ، وانما تستند الى مفاهيم واعراف ليس لها من التسويق شأن ، ولا يوجد معايير جودة كمرجعية للاسعار . عام 2009 كان العام الاكثر حدة بارتفاع الاسعار فقد تراوحت الاسعار بين 30-35 شيقل للكيلو ، علما ان الاسعار ومنذ قدوم السلطة عام 1994 وحتى تلك السنة لم تتجاوز العشرين شيقل .
كيف سيكون الوضع هذا العام ؟؟؟
لربما صعب التخمين مع تحكم العرض والطلب في الموضوع ، ولكن ومنذ 8 سنوات اصبح التجار منظمين اكثر مما سبق ، واصبح التجار يعرفون كيف يتخكمون بالسوق ، واصبح عدد لا يتجاوز اصابع اليد من يحددوا سعر زيتون التخليل ومن يحددوا سعر شراء الزيت . ويحاولون حاليا وقبل بداية الموسم وبداية السوق يلوحون باسعار يبدؤا بها شراء الزيت وبسعر اقل مما كانت عليه بداية العام الماضي .
زمن ناحية اخرى وقبل بداية الموسم ومنذ اتضاح قلة الانتاجية لهذا الموسم ، ارتفعت الاسعار بشكل جنوني لتتجاوز الاعراف ... لماذا هذا الاستغلال ؟
الم يتم شراء هذا الزيت من المزارعين باسعار لم تتجاوز ال 22 شيقل !!؟؟ ولماذا يتم بيعها باسعار خيالية ،ما دام سعر الشراء كان منخفضا .
ولهذا العام ظاهرة اخرى وهي انتقال ابو اشرف الشرش الى الرفيق الاعلى ، فهل الورثة سيسدوا الفراغ ؟؟ وان سدوه في الجانب الاداري ، فهل سيسدوه في الجانب الانساني والرحمة بالمزارعين ومنح المزارعين اسعارا اكثر من الاخرين ؟؟؟؟؟ فبغياب ملك الزيت في فلسطين ،ليس غريبا ان تحزن اشجار الزيتون وتنفض ثمارها وتعلن حدادها .