استفتاء شعبي في شمال سوريا / نعم أم لاء ضرورة سياسية وخطوة مصرية بقلم: مروان صباح
تاريخ النشر : 2018-09-17
استفتاء شعبي في شمال سوريا / نعم أم لاء  ضرورة سياسية وخطوة مصرية بقلم: مروان صباح


استفتاء شعبي في شمال سوريا / نعم أم لاء ضرورة سياسية وخطوة مصرية ...

مروان صباح / ما المغزى من إعادة مدينةِ إدلب إلى حاضنة الدولة السورية وفيها كما هو معلوم نظام مرفوض من أغلب الشعب ، وهل يمكّن إقناع أبناء منطقة بلاد الشام بعودة تجريب نظام قد جرب في ذرواته وأقواعه ، بل في حصيلة عميقة وغنية ونتائجها فاشلة ، بلد مثل لبنان يبقى نمودج حي وألمع في الذاكرة السياسية ، لأنه شهد قتالاً طويلاً ومتشابه بالعنف حتى ابتكر الواقعيين ربع حل ، عندما جاؤوا بإتفاق الطائف ، بالطبع لا يمكن إنكار صحيحه ، لقد أوقف بدوره حمام الدم ، لكن منذ ذاك اليوم الجميع مختلف مع الجميع والبلد في العناية الفائقة ، لا هو ميت ولا هو حي ، بل حول الاتفاق ساسته إلى مجموعتين من الماسوشيين الذين يتلذذون بتعذيب أنفسهم وآخرين ساديين يستمرؤن بتعذيب الشعب ، والذي أنتج عند العامة شعور من الاضطهاد العالي ، وهذا ينطبق على العراق لكن بصيغة كارثية أكبر، إذاً كل ما يُرتب اليوم لسوريا أو ما يراد لها ، ليس بحل جذري بقدر ما يدخلها لعبة تُشابه في قليل لعبة لبنان وفي كثير لعبة العراق ، كيف لا وسوريا في النهاية جزء من المحيط بل تقع بين مركبين اللبناني والعراقي الغارقين بالفساد والدم وتقف إسرئيل على ربوة عالية تحمل شهادتين وفاة وشهادات أخريات ، لولادة كيانات جديدة على الأغلب في طابعها ميليشياوي متناحر .

الحالة الرئاسية اللبنانية هي حالة فارقة بالقياس إلى جميع التقديرات ، فالرئيس هو خط الوسط ، أي خط الثالث الذي يقف عند نقطة متساوية بين فريقين أو أكثر ، وكما يقتضى الانصاف لا بد من التسليم بأن الأمن والاستخبارات والقوة العسكرية جميعها كما هو مَعروف فعلياً بَيْد حزب الله ، لهذا في لبنان يوجد فريق الرئيس الحريري وحلفائه يحالون الاستفادة من الجهة التنفيذية من أجل تحسين ظروف العيش للمواطن اللبناني ، ومنذ التكليف الأخير ، يشهد التشكيل مشادات ومشحنات وصعود وهبوط داخل دوائر الحصص ، لكن يبقى هناك تساؤل يراوح في مكانه ، إذا كانت قوة السلاح التى تسيطر بنفوذها على لبنان بذريعة المقاومة ، لم تقاوم أو تواجه منذ 2006 م المشروع الصهيوني ، بل تحول حزب الله تدريجياً من مقاوم إلى موظف تقتصر وظيفته الدفاع عن أنظمة مستبدة فاسدة وايضاً ، متوغل بدعم ميليشيات متعطشة للقتل ، فهل من المعقول للبنانيين أن يتوقعوا غير التعطيل مثلا أو هل سيجد من يحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه في العراق ، طرق مفروشة بالترحيب ، أبداً ، بل الكارثة التى اضيفة إلى سجل كوارث العربي ، عندما انتقل الخطاب التحريري المملوء بالتنظير والفاقد للفعل من الأنظمة لتشترك به ايضاً وبقوة حركات المقاومة .

استطاعت ايران استبدال المقاومة اللبنانية والفلسطينية قي لبنان بمقاومة حزب الله وهذا حصل بتواطؤ النظام الاسد الأب تماماً كما نجحت في إسقاط نظام البعث في العراق بدعم واشنطن ، لكن مع مرور الوقت . تتكشف الغاية الدفينة من ذلك ، على وجه الخصوص ، في الحالتين اللبنانية والعراقية ، هناك اصرار واضح بعدم السماح لاعادة الدولة في كل البلدين ، بالطبع ، من خلال دعم إيران للميليشيات المسلحة أو من خلال تركيب نظام المحاصصة ، وبالتالي ، لا يمكن للحصص أن تلتقي على أي نقطة إصلاحية أو بنائية ، اليوم سوريا على عتابات ترسيخ نظام محاصصة جديد ، يقوم على ارضاء ليس فقط المتصارعين بل ، شركاء نظام الاسد دون أن يرضي الوطن وسيدخل سوريا في دوامت مماثلة للعراق ولبنان ، وهذا ، لم يكن له أن يحصل لولا اصرار الاسد الابن بالاحتفاظ بكرسي الرئاسة دون أن يمتلك أسباب وحدة الوطن وحرية قراره ، بل ضحى بالوطن وقراره السياسي من أجل الاستمرار بالحكم ، بالتأكيد سيكون في المستقبل حكم وهمي أو اداء وظيفي في أفضل الحال ، تماماً كما هو حال العراق ولبنان ، في المقابل ، لا بد للرئيس اردوغان التنبّه قبل الدخول بخطوات مصيرية ، من ضروري إجراء استفتاء في شمال سوريا برعاية اممية وروسية وايضا عربية ، لمعرفة رأي الشعب بحكم الأسد ، حينها فقط ، يستطيع السوريون الذهاب مع العالم إلى وضع أسس جديدة لحكم جديد أو العودة إلى الحكم القديم ، لأن ، المهمة التى تقع على عاتق تركيا والعرب عدم إلحاق سوريا بالعراق ولبنان وايضاً لكي العالم يتذكّر مسألة غاية من الأهمية ، بأن أصل المعركة التى دارت بين الشعب السوري والنظام وحلفائه كانت على رفع يد الاستبداد عن الحكم ، وليست كما يروج لها بأنها حرب أهلية ، وهنا يكمن التضليل ، يروّجون بأن بنيوية الصراع القائم ، أهلي من أجل تقسيم الجغرافيا لاحقاً ، والأخطر من ذلك ، يقبل النظام الاسد بهذا الطرح ( بأنها حرب أهلية ) ويخاطر بوحدة الجغرافيا وينتقل ليصبح ميليشيا تابعة لإيران ولا يقبل بحق الناس بالتغيير . والسلام
كاتب عربي