ترامب في سباق مع الزمن! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-14
ترامب في سباق مع الزمن! - ميسون كحيل


ترامب في سباق مع الزمن !

يكثف الرئيس الأمريكي جهوده؛ و يوصي إدارته بضرورة بذل كل ما يمكن من أجل إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتراجع عن الموقف الذي اتخذه، والقاضي بقطع كافة أشكال الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، ورفض لقاء أي مسؤول أمريكي ما لم تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن موقفها من القدس، واعترافها بأنها عاصمة إسرائيل، إضافة إلى قرار نقل سفارة بلادها من تل ابيب إلى القدس! ولأنها فشلت؛ فقد حاول ترامب مجدداً لثني الرئيس الفلسطيني عبر أطراف عربية ودولية من الاستمرار على موقفه، وقد باءت جميعها بالفشل، وللضغط أكثر على القيادة الفلسطينية والرئيس، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ قرارات لاحقة؛ تضمنت وقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، وموقفها كذلك من الأونروا، و من المحكمة الدولية، إضافة لإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن! ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة بإجراءاتها ومواقفها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تعطي اعتباراً للمجتمع الدولي وللهيئات الدولية على رأسها هيئة الأمم المتحدة! ورغم ذلك؛ فلا تزال هذه الهيئة تقلق الولايات المتحدة الأمريكية . 

بعد الفشل الذريع للإدارة الأمريكية و ترامب، وبعد أن اقتنعت بأن الضغوط التي تمارسها ضد القيادة الفلسطينية والسلطة والرئيس غير مجدية؛ بدأت بتغيير أسلوبها على أمل بتغيير الموقف الفلسطيني قبل موعد خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، فعرضت مجموعة من الأفكار، منها ما يشير إلى أن القرارات الأمريكية لم تحدد حدود مدينة القدس، وتركتها للمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن الفلسطينيين سيحققون مكاسب ثمينة من خطتهم للسلام!! لم يجد ترامب آذان صاغية، واستمر الموقف الفلسطيني على حاله، فحاولت الإدارة الأمريكية مجدداً دعوة الرئيس الفلسطيني للقاء ترامب في الفترة التي ينوي فيها الرئيس الفلسطيني زيارة نيويورك لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة؛ فكرر الرئيس على مسامع مَن مرر دعوة ترامب لا تواصل ولا لقاءات مع أي مسؤول أمريكي ما لم تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن قراراتها. وفي الحقيقة؛ ترامب قلق ويحاول وقف القرارات الفلسطينية، والخطوات التصعيدية والتي سيعلن عنها الرئيس محمود عباس في خطابه؛ فعرض مؤخراً المساعدة على السلطة الفلسطينية للخروج من أزمتها الاقتصادية، وأوعز بأن الولايات المتحدة الأمريكية جاهزة لمنحها مبلغاً كبيراً من المال وبالمليارات؛ إضافة إلى مبالغ كبيرة أخرى من "حلفاؤه" معتقداً ومتوهماً بأن القيادة يمكن أن تتراجع عن مواقفها، ومتناسياً بأن الشعب الفلسطيني ليس للبيع أو المساومة . 

قرارات أمريكية لا تؤمن بالشرعية الدولية، ولا تعترف بقرارات الأمم المتحدة ثم ابتزاز ثم عروض سخية ومساومات، والعالم يتفرج على البلطجة الأمريكية، وأسلوب العصابات! ومن المؤكد أن الجهود الأمريكية، والمحاولات سوف تستمر في الأيام القادمة؛ لأن ترامب لا يريد أن يصل الرئيس الفلسطيني إلى نيويورك ويلقي خطابه ما لم يحدث تغيير في موقفه، وسيبذل ترامب وإدارته جهوداً حثيثة في الأيام القادمة التي تسبق الخطاب عبر وسطاء جدد لتغيير موقف الرئيس واستبدال خطابه من خلال لقاء سيكون فيه ترامب أيضاً "كاذب" فلن يُقدم للرئيس الفلسطيني شيء إذا تم اللقاء "ولن يتم" سوى كسب الوقت في سباق ترامب مع الزمن.

كاتم الصوت: محاولات من الأقرباء والأخوة والأشقاء لإضعاف الرئيس وتشتيت قيمة الخطاب !؟

كلام في سرك: تحالفات جديدة لأطراف فلسطينية من أجل افشال جهود الرئيس في مواجهة صفقة القرن، و توافق هذه الأطراف وطرح تعاونها مع قوى خارجية للتأسيس لمرحلة جديدة . 

للمعنيين فقط : القافلة تسير ..لا يضر السحاب نبح الكلاب .