وكالة غوث اللاجئين الأمريكيين بقلم المستشار سمير ظاهر
تاريخ النشر : 2018-09-13
وكالة غوث اللاجئين الأمريكيين
برسم محاولات ترمب تصفية الأونروا
بقلم المستشار سمير ظاهر
ظلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا ) تمثل هاجسا قويا يقض مضاجع الصهاينة ليس لأنها تقدم العون والغوث الإنساني لملايين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات ولكن نظرا لأنها تمثل وبقوة البعد القانوني لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى أراضيهم ، فمنذ أن طرد الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية فلسطين وهام على وجه فيما بقي له من فلسطين في الضفة وغزة ، أنشأت وكالة غوث اللاجئين وبتفويض من الأمين العام للأمم المتحد وبقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ظل شغلها الشاغل هو الحفاظ على المصالح الحيوية لللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن وجوده .
حاول الصهاينة وعلى مر الأزمان من التشكيك بالرواية الفلسطينية للنكبة والطعن في قانونية قرارت الوكالة فيما يتعلق بتعريف من هو لاجئ وأن أبناء اللاجئين لا يعتبروا لاجئين حيث استقروا في منافيهم ولدى الدول التي تستضيفهم ، وقد ظل الصهيوني يهودا بلوم والذي عمل ممثل لدولة الكيان في الأمم المتحد يلعب على هذا الوتر مستغلا خبرته في القانون الدولي طاعنا بأن من يعتبر من اللاجئين الفلسطينيين هم من الرعيل الأول الذي ذاق مرارة الهجرة ولا يحق لأبنائهم ولا لأحفادهم أن يتمتع بهذه الصفة ومن ثم لا يحق لوكالة غوث اللاجئين أن تقدم له أي خدمات .
لذلك ظلت القيادة الصهيونية ولفترة ما قبل اتفاقية أسلو تعتبر الفلسطينيين المقيمين في الضفة وقطاع غزة مجرد مقيمين وليس لهم حق التمتع بالمواطنة ، فصفة مقيم تعني أن هذا الفلسطيني يفقد حق الإقامة بمجرد مغادرة موطنه ومكوثه أكثر من ستة أو تسعة أشهر ، وكم من فلسطيني فقد الحق في العودة إلى دياره بمجرد أنه لم يستطع العودة في المدة التي حددتها له القيادة الصهيونية أو بمجرد تجنسه بالجنسية الأجنبية .
وبالرغم من كل المحاولات الصهيونية لعرقلة عمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتصفيتها ظلت الوكالة الدولية شامخة في مواجهة العواصف الصهيونية وأن منبع قوتها هو أن تفويضها قد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس عن مجلس الأمن وإلا لكانت أمريكا أول من ألغى هذا التفويض .
بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وضع على عاتقيه ونصب عينيه قضية تصفية الأونروا فأصدر قراراته بتقليص مساهمة بلاده في ميزانيتها ُو لم يشبعه ذلك فقرر وقف أي مساهمة في ميزانيتها بل وهدد العديد من الدول في الخفاء والعلن من اجل وقف مساهمتهم فيها
فرحت القيادة الصهيونية بموقف اليميني المتطرف ترامب خاصة وأن الظروف مواتية من وجهة نظرها لتصفية القضية الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين ولكن ما يقلق الصهاينة هو ماذا سيحدث في اليوم التالي لو نجح ترامب في مسعاه ، يقول أحد القادة الصهاينة أننا القريبون وننحن الذين سنعاني من زجاجات المولوتوف التي سيلقيها علينا الفتية والشباب الفلسطينيون الذين أغلقت مدارسهم ومعاهدهم التي تشرف عليها وكالة الغوث يعني اننا سنواجه انتفاضة قاسية ، ناهيك عن أن ثلاثين ألف موظف سيفقدون وظائفهم التي كانت تؤمنها وكالة الغوث .
لقد صمدت وكالة الغوث أمام عواصف ونوات شديدة واستمرت في عطائها لأكثر من سبعة عقود وستستمر حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حينها سيصبح أحفاد ترمب لاجئين مشردين وسنعطيها لهم على أن نغير اسمها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأمريكيين وما ذلك على الله بعزيز
خانيونس 12/9/2012