ترامب وصكوك الغفران بقلم أ. علي ابو سرور
تاريخ النشر : 2018-09-12
ترامب وصكوك الغفران

بات من المؤكد بان الرئيس الأمريكي ترامب قد نصب نفسه حاكما للعالم بأسره واتخذ كل من صهره كوشنير ونتنياهو مستشارين له لإصدار فتاوى تتعلق بالقضية الفلسطينية ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية بما فيها الاتفاقيات التي وقعت عليها الإدارات الأمريكية السابقة، كما ويبدو بأن هذا الرئيس أصبح تاجرا يبيع صكوك الغفران يهدد كل من يقف ضده أو لا يتفق مع سياسته الهوجاء ، ويجزل العطاء لكل من يوافقه الرأي وخاصة من يقف معه في ابتزاز الفلسطينيين وانتزاع حقوقهم في أرضهم الشرعية.
إن القرارات التي صدرت عن هذا الرئيس في الآونة الأخيرة وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين والتي كان أخرها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف المساعدات عن الانروا ، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في أمريكا، وتهديد المحكمة الجنائية الدولية ، إنما تؤكد بما لا يدع للشك بان هذا الرئيس لا يعرف حقيقة ماذا تعني فلسطين للعالم العربي والإسلامي وخاصة الشعب الفلسطيني، وإنما يعتبر القضية الفلسطينية برمتها سلعة للبيع، ظانا بان الضغط على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني من خلال تجويعه وقطع المساعدات عنه، وكذلك بالضغط على الدول العربية الشقيقة أيضا لتوقف دعمها للفلسطينيين سيؤدي إلى استسلام الفلسطينيين وبيع أرضهم أو التنازل عنها للكيان الغاصب.
إن فلسطين ليست سلعة للبيع، ولا يمكن التفريط بشبر منها، ونحن لا نعيش في العصور الوسطى التي تباع فيها صكوك الغفران، والقيادة الفلسطينية لا تعترف بهذه الصكوك وهي أيضا واضحة في موقفها الرفض لكل لغات الابتزاز ، ولن يجرؤ أيا كان في عالمنا العربي والإسلامي بالتنازل أو التفريط بشبر منها حتى يرث الله الأرض ومن عليها. أما استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يمكن له أن يستمر في ظل الدعم الأمريكي المطلق لدولة الاحتلال وفي ظل تخاذل بعض حكام الدول العربية وكذلك ضعف مؤسسات المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه أمريكا وإسرائيل. وأما إجراءات إسرائيل الأحادية والتي أهمها الاستيطان والتي تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع لن يغترف فيها أي فلسطيني ، وهذه الأعمال سوف تدفع باتجاه العودة إلى المربع الأول أو العيش في دولة واحده ثنائية القومية.

بقلم أ. علي ابو سرور