الواقع الفلسطيني المرير وملامح المرحلة القادمة بقلم : وضاح بسيسو
تاريخ النشر : 2018-09-12
 الواقع الفلسطيني المرير وملامح المرحلة القادمة

 الكاتب : وضاح بسيسو - امين عام تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة

كأحد أبرز سلبيات الواقع المرير الذى نحياه فان الانقسام المجسد للاستراتيجية الإسرائيلية والذى قاد إلى الفصل الجغرافي بين ما تبقى من محافظات في الوطن في ظل الظروف السائدة والناتجة عن غياب الوعى لدى قيادات وطنية لا زالت تعطى أولوية لمصالح فئوية وفصائلية وشخصية ضيقة في ظل غياب وحدة وطنية ولو فكرية على الاقل حول الأهداف وحوال الوسائل للوصول اليها، وعدم وجود استراتيجية وطنية شاملة وخطط مرحلية تنفيذية تتعامل مع الواقع بجدية وحذر من أجل الوصول إلى حق أبناء شعبنا في الحياة على ارضنا بأمان واستقرار آخذةً بالحسبان تجارب المراحل السابقة ونتائجها التي قادت إلى عدم الوصول إلى أي من أهدافنا الوطنية بل وحققت تراجع خطير خلال مراحل الصراع على مدى قرن من الزمان تخللتها في الربع الأخير منه تجارب الوصول إلى حل من خلال المفاوضات التي لم نجد إدارتها وأخرى من خلال المقاومة العسكرية التي خلفت المزيد من الدمار، إن الاختلاف على المنهجين السياسي والمقاوم والذى كان من الممكن تجنيده لمصلحة القضية لولا إعطاء الأولوية لمصالح فصائلية على مصلحة الوطن والقضية فقد قاد هذا الاختيار إلى تمكين الاحتلال من ابتلاع ما تبقى من أرض في المحافظات الشمالية وحصار غزة وتدميرها مجتمعياً واقتصادياً وبنية تحتية وانعدام توفر فرص الحياة على أرضها، كل هذا جاء نتيجة لانعدام الوصول إلى توازن ما في القوى او منهج عمل يدعم حقنا في تقرير المصير بل والذهاب في طريق مكن الجانب الإسرائيلي من تجنيد كل قواه لتحقيق أهدافه حيث قدمنا له الانقسام هدية مساعدة ...وبوابة ممكنة من الدخول في عملية الفصل الجغرافي بين المحافظات فيما تبقى لنا من الوطن تمهد لإقامة كيان في سيناء يضم غزة يحمل معه تأسيس مخاطر تصفية القضية في خطوات ومراحل أتوقع منها:

1-    تحويل صراعنا على ارضنا مع الاحتلال والتأسيس لصراع لا ينتهى بين إخواننا المصريين وبيننا كهاربين من أرضنا ومستوطنين لسيناء.

2-    منح وثائق سفر مصرية للمهجرين إلى سيناء في اطار مشروع التوطين وإعادة مكتب جوازات القنطرة للحد من تمكين المهجرين من العبور إلى أماكن أخرى.

3-     التأسيس لنقمة شعبية فلسطينية على قيادات المرحلة تقود إلى قناعة بأن شعبنا غير مؤهل للإدارة شؤونه بنفسه وان الهجرة والقبول بالتوطين هى الحل كون القيادات لم تستطع مواجهة وافشال هذه المخططات او موافقتها الغير معلنة على تمريرها كوسيلة لزرع الشك وانعدام الثقة تطرح لخيارات المواطنة الأردنية او جنسية إسرائيلية في ظل الإعلان عن يهودية الدولة على مواطنين بالضفة المحتلة.

4-     تصفية منظمة التحرير الذى خطط له عند اقحامها باتفاق اسلوا الذى نجح من خلاله الجانب الإسرائيلي في تحويل رجال المقاومة لرجال سلطة لا تملك سلطة وتوفير الأجواء المساعدة على تمرير مخططات الاحتلال بابتلاع الأرض والفصل الجغرافي واقامة الجدار وتهويد القدس وتنفيذ مشاريع التوطين ونقل الصراع على مسمع ومرأى قياداتنا دون مواجهة حقيقية على الأرض فقد افتقرنا إلى حماية منظمة التحرير كإنجاز وانشغلنا بما أراد الاحتلال اشغالنا به.

 في ظل كل ما تقدم فان أبناء شعبنا جميعا مدعوين لتدارس ما آلت إليه قضيتنا والتحرك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ... فلا ينقص مجتمعنا المفكرين والمثقفين والخبراء في السياسة والتخطيط الاستراتيجي والتجارب العملية وعلى مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الشعبية والمهنية تقع مسؤولية كبرى للمشاركة في مواجهة مخاطر المرحلة.