الرئيس الخائن!! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-08
الرئيس الخائن!! - ميسون كحيل


الرئيس الخائن!!

أحياناً يضطر الكاتب أن يقدم سلسلة من المقالات، تحمل عناوين متشابهة، ويعود ذلك بسبب التطورات وحجم الاستهداف وضخامة التصريحات، والادعاءات، وكيل التهم دون وجه حق؛ وبمصطلح جديد، وتهمة جديدة، ظهر أحد الأقطاب موجهاً تهمة الخيانة العظمى للرئيس الفلسطيني!! مع أن الأخير لم يحيد عن البرنامج السياسي الذي أعلنه في فترة ترشحه للرئاسة، وعليه انتخبه الشعب الفلسطيني. وللتذكير؛ فقد أعلن الرئيس الفلسطيني برنامجه الانتخابي لانتخابات رئاسة السلطة 2005، معلناً في برنامجه السياسي تمسكه بالثوابت الفلسطينية الوطنية، ولا يزال متمسكا بها. وأكد على تمسكه بالوحدة الوطنية، ولديه إصرار عليها حتى الآن، وعبر عن تمسكه بالسلام؛ لتجنيب شعبنا الفلسطيني حملات تدمير البيوت، والاغتيالات، والاعتقالات في محاولات لسحب بساط الذرائع الصهيونية من تحت أقدام الاحتلال، رغم إدراكه بأن الاحتلال مستمر في سياسته القمعية؛ إلا أن الرئيس عمل على عدم منح الاحتلال الحجج والمبررات؛ واستطاع كسب المجتمع الدولي في سياسته السلمية. ولعل أهم ما ذكره برنامجه السياسي بند تضمن الدفاع عن القدس، والتمسك بها كعاصمة للدولة الفلسطينية، وهذا عدا عن بقية البرنامج في بناء دولة القانون، والمؤسسات ومحاربة الفساد، ومواصلة مسيرة الإصلاح وخطط التطوير. 

لقد التزم الرئيس ببرنامجه السياسي حرفياً، رغم حالات التعطيل المستمرة المخصصة لبرنامجه، والتي قابله بها مجموعة من الأطراف الأمريكية والصهيونية والعربية والفلسطينية! فعلى ماذا يتم توجيه تهمة الخيانة له؟ هل على استمراره في التمسك بالثوابت والقدس والسلام؟ أما إن وافقنا جدلاً على رواية خيارات المقاومة، ووقوف الرئيس ضدها؛ فلعل هناك مَن يسأل وماذا تعني الهدنة بالنسبة لخيارات المقاومة؟ وما سيترتب عن هذه الهدنة من حالة غير واضحة المعالم بالنسبة للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني! وما هو المقصود من ممارسة لعبة الماراثون مع التهدئة ،وركوب السلحفاة التي لن تصل مع المصالحة !؟ " المقصود واضح! فأول من أمس سمعنا أن المصالحة والتهدئة خطان متوازيان! وبالأمس سمعنا أنهما خطان منفصلان! ونحن نريد أن يلتقيا بدءاً بالمصالحة لأنها تؤسس لحالة من الوحدة والتكاتف بدلاً عن التفرد والاستفراد وإرضاء الغير!

بما أن هناك دعوة لمحاكمة الرئيس الفلسطيني بتهمة الخيانة العظمى!؟ فلماذا نذهب بعيداً؟ و لعلنا نرى أن الضرورة تقتضي دون خبث سياسي العودة إلى الشعب الفلسطيني الذي اختار الرئيس بناءً على برنامجه السياسي، وبدلاً من ادعاءات باهتة لا معنى لها، و بدلاً من اتهامات ليست سوى مجرد نفخات هواء؛ فإن رد الأمانات إلى أهلها أفضل الحلول، فالشعب هو الذي أختار الرئيس وإليه نرجع ضمن ترتيب معين لا يتعدى أشهر قليلة يتم من خلالها الدعوة إلى انتخابات بمراقبة دولية وعربية تحسم كل هذه الخلافات، وتضع حداً للكذب السياسي مع التركيز على أن تعترف جميع الأطراف بنتائج هذه الانتخابات التي قد تتمخض عنها اختيار شعبي مجدد للرئيس الفلسطيني؛ إذا ما رشح نفسه ما سيؤكد أنه ليس هو الرئيس الخائن!

كاتم الصوت: بعد ظهور بوادر فشل التهدئة، جيسون غرينبلات يهاجم حركة حماس!

كلام في سرك: حركة حماس قادرة أن تكون ضمن إطار وطني جامع بمشاركة سياسية واسعة بتفاهم وتلاقي هذا لو أرادت وابتعدت عن فكرة "البديل"!

ملاحظة: في الفترة الأخيرة كثر المهرجون البلهاء والنكرات والأراكوزات.