الرئيس والبقية! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-06
الرئيس والبقية! - ميسون كحيل


الرئيس والبقية!

قبل ستة شهور كان لي جولة في مقال حمل عنوان "وحيداً في مواجهة الكل"؛ وقد تضمن بكل وضوح وشفافية شرح للمشهد الفلسطيني آنذاك؛ إذ تمت الإشارة حينها إلى أولئك الذين يخرجون إلى الساحات والمحطات التلفزيونية ليدعوا إلى الوحدة والوقوف أمام القرارات الظالمة، ومواجهة التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني ودون أدنى دعم للقيادة الفلسطينية والرئيس الذي يواجه الكل بثبات وإصرار لا مثيل لهما فكل هذا مجرد تعليقات وتصريحات وحباً للذات! كما لم تشهد الساحة الفلسطينية عملاً يشار إليه بالبنان من قبل الفصائل الفلسطينية كافة؛ سوى أوهام وطنية لغوية، وسراب عمل محدود لا تأثير له، حيث التركيز دائماً كان يسيطر على البعد الفصائلي الذاتي! ومنهم مَن ابتدع وأبدع بمصالح مريخية أي قادمة من المريخ، ليسير عكس سير المصلحة الوطنية من خلال تأليب الشارع الفلسطيني ضد قيادته! فخطط التشكيك بالقيادة الفلسطينية، ومحاولات تشويه صورتها لتمرير صفقات البديل كانت على أُشدها! وأكرر لمن لم يستوعب سابقاً قولي إن الأيام أثبتت أنهم لا يعرفون شخصية محمود عباس، فالأيام التي تلت أكدت أنهم أيضاً غير قادرون على فهمه؛ فمِن رفضاً رئاسياً كاملاً لجميع الأفكار الأمريكية، واتخاذ قرار مقاطعة الولايات المتحدة إلى توسلات الإدارة الأمريكية عبر وسطاء للأسف هم "عرب" وتمنيات ترامب في تراجع الرئيس! والحق يقال نرفع القبعة لرئيس عرف كيف يتعامل مع الإدارة الأمريكية، ومع كل مَن وقف في الصف الأمريكي، وكل مَن استجدى السلطان ترامب لنيل الرضى، وكل مَن حاول اللعب على أوراق التهدئة ومشبوهاتها! ورغم كل الظروف التي تمر على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، ورغم حالة التوافق والتناغم بين مجموعة أطراف متنوعة المنابت في محاولات إنهاء القضية الفلسطينية؛ فنحن لا نزال بألف خير طالما يمتلك الشعب الفلسطيني قيادة قادرة على مواجهة كل تلك الظروف والضغوطات والتحديات. والعيب القديم الجديد ذات نفسه، وهو التجاهل الفصائلي لدعم القيادة، والتآمر الحزبي الآخر المكشوف على القيادة، وفي صورة مخجلة!
لا بد أن تتغير أوضاعنا الداخلية وحالة المبالغة في الانتماءات الحزبية على حساب الانتماء للوطن، خاصة مع اقتراب موعد الخطاب الذي سيلقيه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة والاستجداء الترامبي للرئيس الفلسطيني بالتراجع! وسواء صدقت المعلومات التي أشارت إلى رغبة ترامب في لقاء الرئيس محمود عباس، أو لم تكن؛ ففي الحقيقة ليس هناك دخان دون نار، والإدارة الأمريكية وصلت إلى قناعة وفي اعتراف صريح أن كل الطرق مغلقة ما لم تكن القيادة الفلسطينية الشرعية على رأس أي اتفاقات تخص الفلسطينيين، وقضيتهم رغم المحاولات الحثيثة لإضعاف القيادة الفلسطينية بأيدي مشتركة!؟

ما يلفت النظر، وما نعتز به حقاً موقف الرئيس وإصراره وتمسكه بالكرامة الفلسطينية، وما يقدمه من دلالة على حالة الفخر والاعتزاز بمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، وتاريخه الطويل، وبحيث لا يمكن لهذه القيادة المتمثلة بالرئيس الفلسطيني أن تغفل عن هذا الشعب، أو تاريخه الطويل من التضحية والنضال على عكس مَن يحاول مِن البقية النائمين في أكواخ الذهب على ضفاف البحر من عقد الصفقات التي توصلهم إلى ترامب جواً وبحراً، وهذا هو الفرق بين الرئيس والبقية!

كاتم الصوت: بعد أن وضع الرئيس في لقاءاته الأخيرة النقاط على الحروف هدأت التهدئة!

كلام في سرك: ما قبل خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ليس كما ما بعده. وليعلم الجميع.

رسالة: السيد الرئيس لا تتراجع لا خارجياً ولا داخلياً ...كلهم على نفس الطريق!