مقال قد يراه البعض خطير! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-09-03
مقال قد يراه البعض خطير! - ميسون كحيل


مقال قد يراه البعض خطير!

الوحدة ممارسة وليست ادعاء، أو خطب وتفسيرات! والمحبة والتعاضد والتكاتف؛ صفات ونهج وممارسات لا تستدعي إقامة الندوات! فقد قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مؤخراً إدراج منهاج التربية الدينية المسيحية في امتحانات الثانوية العامة "الإنجاز" الذي يعتبر سابقة في الوطن العربي! وبأمانة وصدق كان الأولى أن يتم إلغاء منهاج التربية الدينية الإسلامية من المنهاج بدلاً من إضافة وإدراج منهاج التربية الدينية المسيحية.

ففي المقام الأول؛ فإن الدين أخلاق يمكن أن تُدرس بشكل جامع بين الطلاب جميعاً بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية؛ لتكون منطلق وانطلاقة لهم لمن رغب في التخصص في مادة الدين بعد الثانوية العامة. أي أنني أرى أن يتم إلغاء مادة التربية الدينية من المدارس، واستبدالها بمادة السلوك والأخلاق في المجتمع. ومَن رغب من الطلبة الاستمرار فله الحق وطريقه معروفة.

لقد أخطأت وزارة التربية والتعليم، وليتحمل كلامي د. صبري صيدم في إدراج مادة التربية المسيحية في المنهاج، وكان عليها وعليه البحث عن سبل إيجاد الطرق لإلغاء مادة التربية الإسلامية؛ لأن الدين معاملة وسلوك وأخلاق والإيمان الحقيقي لا يتجسد إلا في مكارم الأخلاق. أما التعمق في الدين؛ فإنه يحتاج إلى دراسات خاصة بعد أن تكتمل الأخلاق، ويمكن ذلك في فترة ما بعد المرحلة الدراسية في المدارس، وتثبيتها في الأماكن المخصصة لها بعد ذلك. فمن أحب التعمق ودراسة التربية الدينية عليه الالتحاق بهذه الأماكن المخصصة لدراسة الديانة التي يتبع إليها الطالب؛ أما في المدارس فأرى أنه من الأفضل أن يبتعد الطالب عن دراسة التربية الدينية بتعمق، والاكتفاء بدراسة مادة يجب تأليفها، وفرضها تحمل عنوان السلوك والأخلاق.

وكلامي هذا أيضاً موجه إلى التلفزيون الفلسطيني الذي ومنذ فترة ينقل للمشاهدين شعائر الصلوات يومي الجمعة والأحد! ولا أرى أنه من ضرورة لذلك! فالذي يريد الصلاة يعرف أين يتوجه، ومن المنطق ألا يفرض التلفزيون الفلسطيني على المشاهدين مع اختلاف دياناتهم متابعة صلاة الأحد، سواء من رام الله أو بيت لحم! ولا صلاة الجمعة من القدس أو المقاطعة! ولا أقول ذلك انتقاصاً من ديانة الأخرين، وانتماءاتهم ولا من انتمائي الديني الذي أعتز به، وأراه كما يراه كل المسلمين؛ ولكن يجب أن أكون واقعية، ورافضة لحالة من التمييز أو نشر ثقافة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، و تمسكي في شعار المحبة في الله لكي نأخذ حقنا، ويأخذ الأخرين حقهم، وهذا لا يكون باعتماد مادة التربية الدينية المسيحية في المنهاج الدراسي الفلسطيني؛ بل بإلغاء مادة التربية الإسلامية من هذا المنهاج، ولا بعرض صلوات يوم الأحد عبر التلفزيون الفلسطيني، بل بإلغاء صلوات الجمعة أيضاً فكلنا نعلم أين تكون الصلاة ومتى؟

الدين لله والوطن للجميع، وهذه العبارة يرفضها الكثيرون، ولكني لا أرفضها، ولا أخاف من قول ذلك؛ لأن المبدأ يقول إن كل مَن يعترف بالله ووحدانيته هو شريك معي، لا نقيض لي، وفي الوطن إذا كان الجميع يؤمن بالله الواحد؛ فلا خلاف بيني وبينهم وأما إذا أردنا التفسير، وكل على هواه فلن نصل إلى نتيجة لأن هذه المقولة لا تحمل كثير من المعاني المتناقضة، وتضع النقاط على الحروف في تفسير واحد، وهو أن الوطن للجميع، ومن حق أي مواطن مهما كان دينه، أو مذهبه أن يعيش على أرض هذا الوطن، وأن يقدم ما عليه من حقوق وواجبات. وإذا رأيتم أن هذا خطأ فالمقال حقا خطير.

كاتم الصوت: لدينا في فلسطين شخصيات مسيحية مؤثرة؛ خاصة النسائية منها بما يفيد بدلاً من وضع مادة في منهاج.

كلام في سرك : الوحدة لا تعني اتخاذ قرارات "شوفونا يا عالم" الوحدة أخلاق ..ممارسة.. محبة..و اخاء!