ساعة على الحاجز العسكري!بقلم د.معاذ إشتية
تاريخ النشر : 2018-08-18
ساعة على الحاجز العسكري!بقلم د.معاذ إشتية


ساعة على الحاجز العسكري!
 بقلم د.معاذ إشتية/ جامعة الاستقلال
 
       يحدث في وطني أن تخرج إلى عملك باكرا مثلك كمثل الملايين على هذا الكوكب ، الذين يخرجون من بيوتهم قبل أن تطرق أشعة الشمس النوافذ... وفي الطريق إلى عملك يبقى كل شيء جميلا؛ حتى تجد نفسك حلقة في طابور من السيارات ،وتصبح  في واقع لا حول لك فيه ولا قوة ؛ كيف لا ؟ وأن تعرف أنك مجبر على الوقوف على حاجز عسكري ، تضعه مجنده أو جندي ؛ كل ملامحهما تقول إنهما لا ينتميان إلى هذه الأرض ، ولا يعرفان عنها شيئا !
     وساعة على هذا الحاجز في حضرة الجندي أو المجندة  تكفي أن تفهم ما معنى أن تكون محتلا مسلوب الإرادة ؟وما معنى أن تكتم صوتك، وتقيد يديك،وتتحرك وفق سبابة الآخرين وإيماءات حواجبهم؟ !...
وساعة على هذا الحاجز في حضرة المجندة أو الجندي  تكفي أن تقف من نفسك موقف الواعظ ؛ وتخاطبها مخاطبة المعزّي ، وتحقنها  بعباراتك المعهودة؛ ...( لا بأس ..،هذه حياتنا ...، هذه متطلبات الرباط والصمود ، وهذا واقع عارض ، وهذا وطننا ، والحياة تحتاج إلى صبر ، وهذا عدونا ... إلخ من العبارات التي تتحول إلى إكسير تجعلك تتقبل الواقع وتتعايش معه ) !
    وساعة على هذا الحاجز في حضرة الجندي والمجندة  تكفي لترويضك ونزع كل بذور الرفض من عروقك ، لتقنع نفسك أنك أمام عدو لئيم لا يراك ، ولا يعترف بحقوقك ، ولا ينظر إليك بوصفك ابنا لهذه الأرض، عدو لئيم فاشي يستمتع بتعذيبك !...
      وساعة على هذا الحاجز في حضرة الجندي والمجندة تجعلك مجبرا على تقبل تجاوزات بعض السائقين الذين يفترض أنهم يتجرعون الكأس الذي تجبر على تجرعه ! وما يثير إحساسك بالغربة ، أنك تراهم يظهرون مهاراتهم  بفتح طوابير خاصة بهم، عبر تجاوز المركبات والتضييق على الآخرين في تحدٍ سافر، وعنجهية واضحة ، وعربدة مقيتة ؛ لنظهر أمام عدونا في صورة تجعله يرى أن المشكلة فينا ، وينسى أو يتناسى أنه مشكلتنا الرئيسة حين يتدخل في تنظيمنا،  ويرسم لنا مسارب نجبر على الوقوف بها !
       وساعة على الحاجز تجعلك تتساءل هل نجحوا في ترويضنا ، ثم تخاف أن يأتي ذلك اليوم الذي يجعلك تختصر فرحتك أنك خرجت ولم تجد حاجزا !!!!!