لقاء السحاب بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-08-17
لقاء السحاب بقلم:خالد صادق


لقاء السحاب
خالد صادق
الاجتماع الذي عقد في القاهرة أمس بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي جاء لتنسيق المواقف والخروج بأفضل النتائج في حال التوقيع على اتفاق التهدئة, اللقاء الذي يجمع اكبر فصيلين عسكريين في الساحة الفلسطينية, يهدف لتدارس المبادرات المطروحة سواء فيما يخص التهدئة, أو ما يخص المصالحة الفلسطينية, حيث اتفق الطرفان على خطوط عريضة منها رفع الحصار عن قطاع غزة وضمان استمرار فتح المعابر, وردع الاعتداءات الصهيونية على سكان القطاع, والإنهاء الفوري لمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة, مع التأكيد على الاستمرار في مسيرات العودة الكبرى, والعمل على تثبيت حق العودة كثابت من الثوابت الفلسطينية, مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بكافة الطرق والوسائل والخيارات, بما فيها الخيار العسكري المكفول وفق القرارات الدولية للشعوب المغتصبة أرضها.

لقاء السحاب بين حماس والجهاد الإسلامي كفيل بأن يضع حلولا لكل المسائل العالقة, لأن هناك التقاء فكرياً وسياسياً في المواقف بين الفصيلين الكبيرين, فحماس لن توقع على اتفاقات دون موافقة الجهاد, والجهاد لن يقبل اتفاقيات دون توافق مع حماس, والاحتلال يعنيه أولا وأخيرا إذا أراد ان يبرم تهدئة مع الفصائل الفلسطينية موافقة حماس والجهاد الإسلامي عليها, لان خروج أي منهما من هذه التهدئة يعني أنها منقوصة, وقد تسقط في أية لحظة, وهذا لا يعني ان الفصائل الفلسطينية الأخرى ليس لها دور, لكن يعني ان قوة هاتين الحركتين عسكريا هي التي تقلق الاحتلال, وتجعله ينتظر موقفهما من أي اتفاق لكي يضمن نجاحه أو عدم نجاحه, لذلك جاء لقاء القاهرة لوضع الخطوط العريضة على اتفاق التهدئة أو المصالحة الفلسطينية.

مصدر سياسي مطّلع قال لـ موقع حدشوت 24 العبري: «منظمة حماس تصعّب من شروط التوصل إلى تسوية في قطاع غزة , وتطالب بأشياء لا تستطيع «إسرائيل» منحها لها , مصر تستمر بكل قوتها بالضغط على حماس للموافقة على الشروط لكن حماس ترفض», وهذا يدل على صعوبة مسار التهدئة والسعي الفلسطيني لانتزاع مواقف من الاحتلال الصهيوني, وكان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي قال في تصريح صحفي الأربعاء الماضي، «إن الهدنة الطويلة مع إسرائيل وملف الأسرى له ثمن مختلف غير الأمور الإنسانية، وهذه قضية لا تخص حماس وحدها بل كل الفصائل والشعب الفلسطيني». وأضاف: «لا نقبل بمقايضة المعاناة بمقابل تحسينات إنسانية، ونرفض تهدئة طويلة الأمد، كما أننا نرفض توقف المقاومة مقابل هدنة طويلة، فنحن نتمسك بحقوقنا وثوابتنا، حيث إننا حركة مقاومة، ولدينا استعداد قوي للحفاظ على المقاومة، والقدس هو المحور الأساسي لدينا».

هنا التقت مواقف حماس والجهاد الإسلامي وأصبح لزاما عليهما الجلوس والتحاور لأجل الخروج بقرار موحد فيما يخص التهدئة, وانه لا يجب منح أي امتياز للاحتلال, وما تسوقه بعض وسائل الإعلام العبرية بأن الجهاد الإسلامي هو الذي يعطل الخروج باتفاق التهدئة هو عار تماما عن الصحة, لان الجهاد يتشاور مع الفصائل الفلسطينية ويتحاور مع حماس والأشقاء المصريين بما يضمن تحقيق اكبر المكاسب لشعبنا الفلسطيني بعد ان قدم كل هذه التضحيات, وهذا حق طبيعي للجهاد الإسلامي ولكل الفصائل الفلسطينية, انه لقاء السحاب بين حماس والجهاد والذي سيضع النقاط فوق الحروف, ويمهد لمرحلة جديدة مع الاحتلال الصهيوني, سواء بتهدئة تضمن للفلسطينيين رفع المعاناة عنهم, أو باشتباك مع الاحتلال بأشكاله المختلفة العسكرية والسلمية.