اسرائيل اذ تعتذر بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-08-10
اسرائيل اذ تعتذر بقلم:خالد صادق


إسرائيل" اذ تعتذر
خالد صادق
أرسلت إسرائيل الوسطاء إلى قيادة حركة حماس للاعتذار عن قصف برج للمراقبة أدى لاستشهاد مجاهدين من كتائب القسام, وطالبت بعدم الرد على هذه الجريمة وهددت بأن الرد سيؤدي إلى رد فعل عنيف من طرفها, وانه كفيل بتفجير الأوضاع, إسرائيل تتعامل بمنطق الاستقواء, وتريد ان تفرض معادلات جديدة في صراعها مع المقاومة الفلسطينية, وتوظف الوسطاء لخدمة أهدافها من حيث يدرون أو لا يدرون, والتساؤل الذي يدور في الأذهان للوهلة الأولى, ماذا لو أطلقت المقاومة قذيفة أثناء عملية تدريب وسقطت بالخطأ على موقع عسكري صهيوني وأدت لمقتل جنديين, هل كانت إسرائيل ستقبل كل مبررات المقاومة, أم أنها كانت سترد بعنف على قتل الجنديين, الإجابة واضحة للجميع, والعقلية الصهيونية دائما تدل على نفسها.

إسرائيل قدرت انه بعد مغادرة وفد حماس الزائر لقطاع غزة ستلجأ المقاومة للتصعيد ضدها, فأعلنت وقف العمل في الجدار الفاصل بمنطقة الحزام الأمني على الحدود الشرقية للقطاع, وطالبت مستوطني الغلاف الحدودي أن يكونوا قرب الملاجيء وعلى أتم الجهوزية والاستعداد, واستنفر الجيش الصهيوني في المنطقة الحدودية, وهذا يدل على ان الاحتلال أصبح يعمل ألف حساب للمقاومة الفلسطينية ويخشى من ردات فعل قوية على جرائمة البشعة, ويتوقع دائما ان تشتعل الأحداث في أي لحظة, خاصة مع رفع المقاومة لشعار القصف بالقصف والدم بالدم, وليقينه ان المقاومة الفلسطينية لن تسقط شعارها مهما كلفها ذلك من تضحيات.

ان دماء الشهداء لن تذهب هدرا, وكتائب القسام التي رفعت وتيرة جهوزيتها إلى الدرجة القصوى لن تقبل ان تمر هذه الجريمة دون عقاب, وفصائل المقاومة الفلسطينية يدا بيد مع القسام وعلى أهبة الاستعداد, فالاحتلال الصهيوني لا يحترم تهدئة ولا يلتزم بقوانين واتفاقيات حتى لو وقع عليها ورعتها اكبر دول العالم, وهو يتنكر لكل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي لإيجاد حلول سريعة والخروج بتهدئة تضمن تحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة, فأمريكا تحمي هذا الكيان المجرم, وتدافع عنه أمام المجتمع الدولي وفي المحاكم الجنائية الدولية وتجند مليارات الدولارات لتحصينه عسكريا وامنيا واقتصاديا وسياسيا, أنها لغة المصالح وحوار الجبابرة الذي لا تحكمه قوانين, ولا يخضع لأية معايير, حتى المعايير الإنسانية البسيطة.

نعم استشهد المجاهدان القساميان احمد عبد الله مرجان, وعبد الحافظ محمد السيلاوي اثر القصف الصهيوني «المتعمد» أول أمس, وخرج وفد حماس إلى القاهرة, ولا ندري ماذا يحمل في جعبته من إجابات على التهدئة والمصالحة الفلسطينية, لكننا على يقين ان مسيرات العودة ماضية وبزخم شعبي كبير, واقتحام الحدود ونزع الأسلاك الشائكة مستمر ومتواصل بأيدي الشبان الفلسطينيين, والبلالين الحارقة والطائرات الورقية ستبقى تحرق قلوبهم ولن تتوقف أبدا مهما كلفنا ذلك من تضحيات, أما المقاومة الفلسطينية فثقتنا فيها راسخة وعميقة ولا تتزعزع أبدا, ونعلم جيدا أنها لا تتهاون مع الدماء التي تراق على يد الاحتلال, وان ردها قادم لا محالة, وأنها تدرك ان الاحتلال الصهيوني لا يحترم تهدئة ولن يتوقف عن القتل, لذلك ستبقى المقاومة هي لسان حال الشعب, وهى التي ستدافع عنه وستحقق أهدافه وطموحاته وتستجيب لمطالبه, وهى التي ستؤلم الاحتلال وتجعله يدفع الثمن غاليا على الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا ومجاهدينا, والحرب سجال يوم لك ويوم عليك, لكن الحق دائما هو الذي ينتصر في النهاية ويزهق الباطل, والدم يطلب الدم وهو عنوان المرحلة.