قل: أحبِّيني بقلم:د. طاهر عبد المجيد
تاريخ النشر : 2018-08-10
منذ ثمان سنوات نشر زميلنا الشاعر الحمصي سمير كريدلي قصيدة بعنوان (لاتحبيني) يخاطب فيها فتاة في العشرين من العمر أحبته حباً شديداً وهو ستيني فاعتذر عن حبه لها بقصيدته تلك ولا أدري إن كان هذا الأمر حقيقياً أم تخيله الشاعر كما هي عادة الشعراء. فرددت عليه بهذه القصيدة على لسان الفتاة كتعليقٍ على قصيدته في أحد المنتديات الأدبية وقد حاولت أن ألتزم بالكثير من التعابير التي وردت في القصيدة الأصلية قدر الإمكان.


قل: أحبِّيني
د. طاهر عبد المجيد

أراكَ ظلمتني جداً بقولكَ لا تُحبيني
كأنَّ بلوغكَ الستين عيبٌ عنكَ يُقصيني
فرفقاً بي إذا ما كنتَ مثل الماء في اللِّينِ
ومثل قصيدةٍ حظيت بعزفٍ أو بتلحينِ
ولو حدَّقتَ في عينيَّ بين الحين والحينِ
لكنتَ عرفتَ أن هواكَ يجري في شراييني
وأنَّا في الهوى سيَّان ما يُضنيك يُضنيني
وأنِّي كنتُ قبل هواكَ تمثالاً من الطينِ
إلى أن جئتني روحاً على عجلٍ لتُحييني
فكيف أصدُّ مَنْ بالحبِ أصبح بعضَ تكويني
وإسمك أنتَ محفورٌ على قلبي بسكِّينِ
وحين يدقُّ يلفظهُ فأحسبهُ يُناديني
ولكن كل ما في الأمرِ أن البوحَ يُعييني
وأن حيائيَ المعهودَ أحياناً يُواريني
فليس هناك من عيبٍ وعُمركَ ليس يعنيني
وليس الحبُّ كالأشياء يخضعُ للقوانينِ
ولا الأرقام تحكمهُ لأهوى من يُساويني
أنا أنثى كلامُ الحبِّ يُشعلني ويُطفيني
وأنتَ الشاعرُ الموهوبُ في هذا تُضاهيني
فمن منَّا هو الأغنى أنا أم من سيُغنيني
ومن إن شاء يُسعدني وإن هو شاء يُشقيني
ولا تجزعْ من الستِّين يا صيف الكوانينِ
يقاسُ العمرُ بالإحساس لا بمواسمِ التِّينِ
وزدْ عشراً على العشرين إن أرضاكَ تخميني
فإن الحبَّ يجعلنا نُراوح في الثلاثينِ
وقولكَ لي أحبكِ أنتِ طول العمر يكفيني
وحاذر أن تفكِّر بي كأصحابِ الملايينِ
وتحسبُ أن ما في الأرضِ من ذهبٍ سيغريني
فما ستقولُ من شعرٍ سيُطعمني ويُسقيني
ولا ترجعْ إلى ما قلتَ يا قَدَري فتُؤذيني
وحاول أن تُراجعهُ فهذا سوف يُرضيني
إذا ما كنتُ مُلهمةً لشِعرِكَ قلْ: أحبِّيني
وقلْ للحاسدينَ: صَهٍ لكم دينٌ ولي ديني