ذوي الاحتياجات الخاصة بين الطموح والواقع "الجنة" بقلم: منى شاهين
تاريخ النشر : 2018-08-10
ذوي الاحتياجات الخاصة بين الطموح والواقع "الجنة"

بقلم: منى شاهين

غزة- فلسطين

الجنة, مصطلح أطلق على غرفة مصادر التربية الخاصة في المدارس الحكومية لذوي الإعاقة بقطاع غزة ، وهي غالبا ما تقوم علي معالجة وتخفيف صعوبات التعلم عند الأطفال من الصف الأول وحثي الرابع الأساسي معتمدة على مهارات الانتباه والإدراك والذاكرة. و تعود الأسباب وراء إنشاء هذه الغرف  إلى فقدان مهارة الحفظ وعدم القدرة عليها لدى بعض الطلبة,  أو وجود صعوبات تعلم لديهم أو مشاكل نفسية اجتماعية. تلك الأسباب لابد من تذليلها, لأنها تعد من أساسيات العملية التعليمية ، فعند فقدان أي جزء منها  تدخل مرحلة الإعاقة التعليمية. فالطالب يمتلك القدرة علي تلك المهارة ولكنه يحتاج لتدخلات من أشخاص لديهم الكفاءة والقدرة المناسبة علي تغيير مساره من خلال مساعدته وتشجيعه والأخذ بيده وجعله قادر على التأقلم والتعايش مع  الواقع المهيأ من خلال استخدام كافة الوسائل والأنشطة.  كل ذلك من خلال  المشاركة الفعالة الإيجابية في العملية التعليمية لكي تصبح لديهم القدرة علي التواصل والاتصال المجتمعي ونيل حقهم في التعليم. 

ولعلنا نجد هنا أن التعليم التحرري الذي يدعو للمساواة بين المتعلمين ومشاركتهم جميعا في بيئة تعليمية تعلمية حرة قائمة على احترام جميع المتعلمين ومشاركتهم في التعلم وتطوير شخصياتهم وبناءها, ينسجم انسجاما كليا مع ما تهدف إليه غرفة مصادر التعلم المدمجة داخل المدارس, دون فصل بعض المتعلمين أو عزلهم في مدارس خاصة!

ووفق الزيارات واللقاءات مع بعض المدارس والمعلمين, تبين أنه عادة ما يحضر الطلاب  في غرفة مصادر التربية الخاصة من( 3 – 5 ) مرات أسبوعياً لمدة 45 دقيقة في اليوم وهي ذات فائدة خاصة للطلاب الذين لديهم صعوبات التعلم وعادة ما يكون الطلاب الذين يتلقون هذا النوع من الخدمات مدمجين في المدرسة وليسوا منفصلين عنها لأنهم يحضرون في الفصول الدراسية الأخرى حتي تتم عملية التعايش والتأقلم مع أقرانهم .

أشارت عدة دراسات  إلى أن الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم داخل غرفة مصادر التربية الخاصة لديهم توقعات أعلى فيما يتعلق بنجاحهم الأكاديمي عندما يكونوا في الفصل. إلا أن هناك عدة مشاكل تواجههم وتعترض مسيرتهم التعليمية, من أهمها أن غرفة مصادر التربية الخاصة هي عبارة عن فرصة محدودة بالنسبة لهم  ولا يتمكنوا من الاكتفاء  بها بالأوقات المحددة, إضافة لعدم وجود غرف مصادر تربية خاصة في كل المدارس الحكومية في قطاع غزة , وأخيراً عدم وجود معلمين مساندين يقومون بدورهم في داخل هذه الغرف.  

أما بالنسبة الي المنهاج الموجود في المدارس؛ فهو غير مطوع للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعليم, كما أن المعلمين غير مؤهلين للعمل مع هؤلاء الطلبة نظرا لعدم الخبرة الكافية والكفاءة لديهم في هذا المجال المتخصص, وغرف المصادر غير كافية وهي غير متوفرة للطلبة ما بعد الصف الرابع إضافة إلى عدم جاهزيتها الكاملة وإمكاناتها المتواضعة. لاسيما أن العدد  الذي تستوعبه هذه الغرف أقل من العدد الحقيقي, كذلك وجود عدد من الطلبة على قائمة الانتظار وبالتالي يتم حرمانهم من فرصة الالتحاق بغرف مصادر التربية الخاصة التي هم بحاجة إليها.

أوصى المختصون بوجود غرفة مصادر التربية الخاصة في كل مدرسة لتطوير ومعالجة وتخفيف الإعاقة  لدى الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم وتعزيز برامج التعليم لخدمة الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة ووجود الغرفة ضمن المعايير اللازمة والمتطلبات الواجب توافرها في غرف مصادر التربية الخاصة من مستلزمات وألعاب ووسائل تعليمية وأثاث مخصص بألوان معينة للطلبة ذوي الإعاقة بالإضافة إلى التهوية والإنارة ولوحة العرض (السبورة الذكية ) ولوحة تعديل السلوك والتلفاز ووسائل تعليمية حسية ذات ألوان معينة, ويجب إعداد وتوظيف معلمين مؤهلين لذلك ولديهم معرفة ومهارة وكفاءة في التعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة و صعوبات التعليم.

ومن هنا, تقع مسؤولية على المعلم بأهمية التنسيق مع إدارة المدرسة في الحصول على مستلزمات لإدارة العمل في غرفة مصادر التربية الخاصة, وتكثيف الجهود والتعاون داخل المنظومة التعليمية والوزارة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي لتوفير غرف مصادر التربية الخاصة لتكون جزء أساسي لا يتجزأ من المدرسة بما يخدم الطالب ويساهم في نجاحه في العملية التعليمية التعلمية.