تخبيص بعد مرض الرئيس! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-08-10
تخبيص بعد مرض الرئيس! - ميسون كحيل


تخبيص بعد مرض الرئيس !

التخبيص هنا ليس له علاقة بالخبيص، وهذا الأخير نوع من الحلوى! فالتخبيص هنا مر وعلقم! والملاحظ أنه مع قرار عقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي كنت مؤيدة تماما لعقده، بدأ التخبيص على نحو هادئ، وفي داخل أروقة المجلس ارتفع منسوب التخبيص! و رغم هذا تفاءلنا خيراً فانعقاد المجلس الوطني كان يجب أن يتم وإلا كان يمكن أن نفقد شرعية ما؛ ونحن شعب لا ينقصنا هذا! بعد أن تم عقد دورة المجلس الوطني بأيام لأنه لم يمض شهر "على ما أعتقد" على انعقاد المجلس الوطني، دخل الرئيس محمود عباس المستشفى، ومكث فيه عدة أيام حتى تماثل للشفاء والحمد لله. ما حدث بعد ذلك؛ وحتى يومنا هذا أمور وقضايا وقرارات لم يعد مجدي السكوت عنها، فسقوط نجم، وصعود نجم لم يكن من المقبول التغاضي عن هذه القضايا؛ خاصة إذا تمت بسبب الرغبة في الهيمنة، وإزاحة كل الشخوص التي يمكن أن تعطل مسيرة ما يسمى مناضل! وإنهاء دور ما يسمى كادر من الطبقة الثالثة أو الرابعة! ولست هنا في وارد الدفاع عن أي شخص، ولا الهجوم على أي شخص؛ لأن النهاية تجمعنا إذ كنا أحراراً أو عبيداً! وعلى سبيل المثال؛ أبدأ بقصة "عيسى قراقع" الذي أقيل من منصبه بطريقة مرفوضة تشبه "العقاب" أو الأفضل أن نقول طريقة "الإبل" (ما هكذا تورد الإبل)! فأي قرار له أصول، وتشويه مسيرة البشر أمر مرفوض. وهذا جزء من التخبيص، وقلنا رأياً في هذا في المقال السابق. أما المثال الثاني؛ فهي قصة أخرى تفاعلت أيضاً، وهي قصة "تيسير خالد"! فمع متابعتي الحثيثة للجاليات الفلسطينية خاصة في أوروبا و الاتحادات المتعددة التي قد تحمل نفس المسميات! وإدراكي أن تيسير خالد كان يمكن أن يساهم بشكل كبير في توحيدها ولم يفعل! إلا أن قرار إبعاده بهذه الطريقة لم يكن منصفاً، إذ كان لا بد من مراجعة وعقد اجتماعات ومناقشة لهذا القرار والاتفاق حوله؛ لا أن يخرج إلى الشارع، ويصبح مادة دسمة للأحزاب والشخصيات؛ لإثبات وجودها و مكانتها؛ فمن بيان إلى بيان بين جبهة واتحاد وردود من هنا وهناك انشغل الشارع في قضية كان يوجد الكثير من القضايا أهم منها! ثم خرجت إلى الشارع العديد من القضايا بسبب التخبيص الذي كان يزداد، واختلف العديد من القيادات الفلسطينية مع بعضهم البعض على مستوى حركة فتح، وعلى مستوى منظمة التحرير، وبدلاً من زيادة اللحمة الفتحاوية باتت كعكة للتقاسم وتشويه للمسيرة، وخلق قصص جديدة وصلت السجون الإسرائيلية! و بدلاً من تفكير القيادة الفلسطينية المحافظة على امتدادها في الفصائل التي تقف في صفها، تم استهداف قياداتها، وأقول استهداف لأن الإجراءات لم تكن حسب الأصول، كما هي بقاء هذه الشخصيات على رأس دوائر، ولا تقبل بأن يحل محلها شخصيات أخرى دون أصول! أما التعيينات فحدث ولا حرج، فقد أصبحت إما استرضاء لشخصيات معينة، أو من أجل الرغبة في ميلان الكيل! والحرج الأكبر في اعتماد هذه التعيينات على حسن العلاقات "الشخصية والخاصة"!؟

وخروجاً من هذه الإجراءات، و لمصطلحات جديدة دخلت الواقع الفلسطيني من مصالحة وانقسام فقد بات واضحاً أن هناك مَن كان يرفض المفاوضات مع إسرائيل؛ لأنه لم يكن طرف رئيسي فيها! و مَن كان يدعي غضبه من التنسيق الأمني، أصبح أستاذاً في هذا التنسيق! ليتأكد لنا أن القصة ليست ما نسمع بل ما سيحدث. والسؤال المطروح كيف تكون دولة الاحتلال أقرب علينا من أنفسنا؟ و كيف نسمح لمن جاءت بهم الاستخبارات الأمريكية أن يقرروا عنا؟ وكيف يمكن السكوت عن الفلسطينيون الذي يساهمون بطريقة أو أخرى بإنهاء القضية الفلسطينية بكل ما تتضمنه؛ من حق الدولة، وحق العودة، وحق الحدود، وحق القدس في سبيل ازدهار سياسي في مكان ما على حساب كل الأمكنة؟ وللحقيقة وللأمانة فهذا كله تخبيص في تخبيص جاء بعد مرض الرئيس .

كاتم الصوت: ما خفي كان أعظم . 

كلام في سرك: تمثيلية أكشن مررت تمثيلية تنسيق وأصحاب العرس "أوت".

ملاحظة: كله فشنك والأيام دول.