صدور رواية "لِيكُورْنَا" عن الدار العربية للعلوم ناشرون
تاريخ النشر : 2018-08-09
صدور رواية "لِيكُورْنَا" عن الدار العربية للعلوم ناشرون


لِيكُورْنَا
1759 - 2010
بصمة إبداعية مختلفة، ورؤيا للعالم جديدة، وتصور خاص للعزلة، يدخل بها محمد الطماوي باب الإبداع السردي في روايته «لِيكُورْنَا» وإذا ما أضفنا إليها البعد المكاني الذي يحيل إلى تحديد جغرافي معين، يرسم الطماوي – بحذق أدبي – كل ما يتعلق بالجانب الشعوري لحياة بأكملها، يعيشها بطل روايته في زمانين مختلفين ومكانين متشابهين يمتدان على فترة زمنية (1759 – 2010). لنقرأها رحلة باتجاه الذات قبل أن تكون سفراً جغرافياً؛ أو اقتراب من الصدق مع النفس والحياة يرتكز على مقولة مفادها "يحتاجُ الإنسان مِنَّا أن يَدْخُلَ عُزلةَ الآخر.. أنْ يتَّحِدَ بالآخر ويلتحم به.. إنّها العزلةُ المثاليّة.. عزلةُ الاتّحاد بالآخرين".
تتشكل الرواية عبر مسارين سرديين متوازيين في طبيعة الأحداث ونوعيتها، ولكن مختلفين في زمن حدوثهما، أما الشخصية الروائية فهي واحدة. المسار الأول تجري أحداثه في العام 1759 بين وادي قاديشا ومدينة ليكورنا طوسكانة، التي يهرب إليها بطل الرواية "سامي" على متن سفينة بعدما ضرب صاحب الحانة التي كان يعمل فيها قبل أن يفتضح أمره ويُسجن، فسار في بلدان كثيرة مختلفة ألوانها وأُناسها وأجواؤها يعيش فيها الحياة بحلوها ومرّها... والمسار الثاني هو مسار معاصر تجري أحداثه في العام 2010، بين مصر وألمانيا ونيويورك التي يهاجر إليها بطل الرواية "سامي" تاركاً زوجته وابنته بعد معرفته بهويتها اليهودية، وهناك في نيويورك يتابع دراسته تحت إشراف برفيسور كان يبحث عن شريك يساعده في فك رموز لخطابات عربية قديمة جمعته الصدفة بسامي، الذي كان يبحث عن بداية لرحلة جديدة. وأثناء عمله يكتشف "سامي" رسائل قديمة وخطابات لم تصل إلى أصحابها من بينها لراهب ترك ديره وواديه المقدس، وصوفيّ ترك طريقة جدّه الكبير، ومظاريف مغلقة تعود إلى العام 1759، وبطاقة باللغة الإنجليزية مكتوبة بخط اليدّ تفيد بوقوع سفينة مبحرة من ميناء ليفورنو الإيطالية أو ليكورنا إلى الإسكندرية أسيرة في الحرب التي كانت دائرة وقتئذ بين فرنسا والمملكة المتحدة  - حرب السبع سنوات – بين عامي 1756م و1763م، والتي دارت معاركها في حوض البحر المتوسط.
وهنا تظهر في الرواية تقاطعات كثيرة في طبيعة الأحداث التي تعيشها الشخصية الروائية في أزمنة مختلفة، وأمكنة متشابهة بما فيها العلاقة مع المرأة الحبيبة والزوجة؛ لتبرز في النهاية الحكمة من حيوات البشر مهما اختلفت مشكلاتهم ورؤاهم، والتي لن تكون بمعزل عن مشاركة الآخرين التجربة. لقد وجد "سامي" ذاته أخيراً في زحمة الكون. "وجد ذاته في عزلة الاتحاد بالآخرين" هذا ما أرادت أن تقوله الرواية.