فتح وحماس قد أكلوا الجزرة... وحان الآن دور العصا!! بقلم: معتز المغاري
تاريخ النشر : 2018-08-09
فتح وحماس قد أكلوا الجزرة... وحان الآن دور العصا!! بقلم: معتز المغاري


فتح وحماس قد أكلوا الجزرة... وحان الآن دور العصا!!      
بقلم: معتز المغاري، غزة   

ما هو معروف أن هناك قاعدة عامة تحكم العلاقات بين الدول أو الأشخاص، فلا يكاد يُنكر أحد فينا أن تلك العلاقات قائمة بشكل أساسي على المصالح والنفوذ والتبادل المنفعي فيما بينها (لا صداقة ولا صُحُوبيّة ولا حُب يجمعها) !! لذا فإن تهديد تلك المصالح والتلويح به يُعتبر من أساليب الضغط التي قد تُمارس من قبل دولة ذات نفوذ على أخرى أو من طرف على آخر بهدف انتزاع المواقف وغيرها أو تشكيل حالة من الاصطفاف أو التحالفات التي تُسهم في تحقيق أهداف بعينها.
وفي سياق ذلك أصبح ملف المصالحة بين مُسببي الانقسام المفتوح بلا نهاية مُرتقبة يُشكل هاجس يُراود كل مواطن فلسطيني وكل وطني حُر، لاسيما مواطني قطاع غزة المتضرر الأول من الانقسام البغيض، والذي ألقى بظلاله وآثاره السلبيّة على الكثير الكثير من تفاصيل حياة المواطنين والقضية الوطنية برمتها. هذا الملف الذي أشرفت ورعت من خلاله الشقيقة مصر مشكورة طيلة السنوات العشر الماضية عشرات اللقاءات والاتصالات الماراثونية بين الطرفين الفلسطينيين، ولم تألُ وتدخر جُهداً في محاولات حثيثة لإنجازه ورأب الصدع بينهم ولم الشمل من جديد. ولتحقيق ذلك انتهجت طرقاً ووسائل عدة غلُبَ عليها الشكل التقليدي والمتوازن في الحفاظ على علاقة جيدة بين الطرفين والذي ألفناه منذ سنوات أملاً في النجاح. لكن مع الأسف لم تُؤت تلك الطرق ثمارها ولربما أثبتت فشلها بامتياز!! طبعاً ليس قصوراً في دور الشقيقة مصر على الإطلاق!! بقدر ما هو قصور في دور الطرفين المتنازعين والمتخاصمين (حركتي فتح وحماس) واختلاف نيّاتهم وتراجع خطواتهم الجادة نحو المصالحة كلما حاولت مصر التقريب في وجهات النظر، وتصلّبهم المستمر في المواقف، والقدرة غير المتناهية على ابتداع واختلاق الحجج والذرائع أمام أي بارقة أمل للحل والالتقاء، وعدم الاعتبار للظروف السيّئة والعصيبة التي يمر بها أهل قطاع غزة على كافة الصُعد والتي تُحتّم عليهم التصالح!!
وكما يقولوا فإن استخدام نفس المدخلات أو الأساليب يؤدى حتماً إلى نفس النتائج (إن صح التعبير هنا) !! من هذا المنطلق فإن تبني الشقيقة مصر الأسلوب ذاته على مدار تلك السنوات إلى الآن كما أشرنا والذي حمل في ثناياه الود والخير لنا ولقضيتنا، هو ما قد ساهم في هذا التباطء من قبل الطرفين وتماديهم في التسويف وأدى إلى هذا الإخفاق. بالتالي إن استمرار هذا النهج لن يُجدي نفعاً ولن يُحقق لمصر هدفها ومبتغاها في إنجاز المصالحة، ولن يُلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني كذلك في الخلاص من أزماته التي أُغرق بها عُنوةً. إذن ما هو المطلوب؟!! ما هو المطلوب من الشقيقة مصر؟؟
المطلوب وفقاً لقاعدة العلاقات هو تهديد مصالح الطرفين والتلويح بالعصا وليس تهديد المواطنين أو أن تنعكس آثارها على المواطنين!! التهديد يجب ألاّ يحمل في ثناياه إراقة دماء!! فهناك الكثير الكثير من الأفكار لشكل العصا التي من الممكن أن تًستخدم وتُسهم في تهديد مصالح الطرفين والتي قد تُرغمهُم على الرضوخ للرغبة المصرية في إتمام المصالحة.
عزيزتي مصر بدون ذلك سنبقى في حلقة مفرغة من اللقاءات غير معلومة النهاية.. يتوازى مع ذلك انهيار ما تبقى مما يُقيت ويحمي أهل غزة!!