عملاق الظلم ليس سوى مجرد قزم بقلم:اسراء الزاملي
تاريخ النشر : 2018-08-07
اسراء الزاملي
لماذا يتجبر الحاکم الظالم ويبالغ في إجراءاته القمعية ويبطش الى أبعد حد ولايصغي أو يهتم لأحد کما يهتم وينصت ويأخذ برأي بطانة السوء التي تحيط به؟ الحاکم الظالم يعلم ويعي جيدا بأن مايقوم به هو الباطل وإن کل الذي بناه وشيده إنما على أساس باطل، ولذلك فهو يعلم بأنه لو فقد قدرته وسطوته يوما سيجد نفسه وجها لوجه أمام الشعب لکي ينال جزاءه عن کل ماقد إقترفه، ومن هنا، فإن مايقوم به ويرتکبه النظامان الايراني والسوري، إنما يجري وفق الذي أسردنا ذکره آنفا.
الارواح التي أزهقت والاموال التي أهدرت وکل الجرائم والمجازر التي تم إرتکابها في سوريا وإيران وبشکل خاص خلال الاعوام الاخيرة، کانت کلها مبنية على الباطل ومابني على الباطل فهو باطل، ولهذا فإن المرأ يلاحظ الى أي حد يتمسك هذان النظامان بالحکم ويبطشان بأدنى وأقل تحرك مضاد ضدهم لکن الانکى من ذلك إن التحالف الذي قام بين النظامين الايراني والسوري والذي قد قام على باطل محض، قد تبينت وإنکشفت حقيقته البشعة بعد التدخل الروسي وتبين إن کل ماقد إدعاه وزعمه النظام الايراني من أجل تبرير تدخله في سوريا إنما کان محض کذب وهراء، ولذلك فإنه ومع الاخذ بنظر الاعتبار بأن الشعبين السوري والايراني رفضا ويرفضان هذا التحالف الباطل المشٶوم، رغم إننا يجب أن نشير هنا الى أن غضب وسخط الشعب الايراني ضد نظامه کبير جدا لإهداره مئات المليارات بغير وجه حق في مغامرة حمقاء ومجنونة رفضها ويرفضها الشعب الايراني من ألفها الى يائها، لکن وفي نفس الوقت وللخوف الذي يعيشه النظام من جراء إنکشاف لعبته المشبوهة في سوريا فإنه يتخوف کثيرا من عاقبة الامور ولذلك يقوم بالتشديد في إجراءاته القمعية التعسفية ويبالغ فيها خصوصا بعد أن صار الشعب الايراني ينادي علنا بشعارات رفض التدخلات وبشکل خاص في سوريا وبالموت للنظام ولمرشد النظام تحديدا.
بعد 40 عاما من تعملق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بوجه الشعب الايراني وإرتکابه مجازر وجرائم مروعة، فإنه اليوم وبعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تقودها منظمة مجاهدي خلق وتوجهها بإعتراف المرشد الاعلى للنظام، وبعد أن قامت الاخيرة بتشکيل معاقل الانتفاضة وإتخذت الاحتجاجات الشعبية العارمة منحى سياسيا صرفا، فإن نبرة واسلوب خطاب النظام قد تغير عن السابق بشکل ملفت للنظر، حيث صارت قضية التحذير من سقوط النظام على لسان قادة ومسٶولي النظام تتکرر الى جانب تکرار وترکيز غير مسبوق على دور ونشاطات وتحرکات منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران، وهکذا خطاب لم يکن واردا طوال العقود الاربعة المنصرمة لکن، وبعد أن إصطدم هذا النظام بجدار الرفض القوي للشعب والمقاومة الايرانية فإنه صار يبدو کقزم وعند حدوث هکذا حالة في أي نظام ديکتاتوري فإن ذلك يعني إن سقوط هذا النظام قد صار قاب قوسين أو أدنى.