أصوات خليجية في عتمة الليل بقلم: محمد جبر الريفي
تاريخ النشر : 2018-08-05
أصوات خليجية في عتمة الليل بقلم: محمد جبر الريفي


لا غرابة في نباح الأصوات الخليجية التي ترد إلى أسماعنا بين فترة وأخرى وآخر هذه الأصوات نباح وزير خارجية الكويت الأسبق المدعو سامي عبد اللطيف الذي زعم أن المستوطنين جاءوا إلى فلسطين ليعمروها. . وإن القرآن الكريم ذكر بني إسرائيل وهم فيها من آلاف السنين. .ولا شك ان هدف هذا النباح المزعج المتواصل في عتمة ليل النظام العربي الرسمي المتخاذل الذي أصبح يقوده المال السياسي النفطي هو استفزاز مشاعرنا الوطنية نحن العرب الفلسطينين وتعبير عن عقدة النقص والجهل التي تعاني منه أصحاب هذه الأصوات الحيوانية تجاه أبناء شعبنا الذين يمتازون بامتلاك ناصية العلم وكل المهارات التي وظفوها في خدمة شعوب بلدان الخليج المتخلفة ..أصوات خليجية تتصف بالحقد وامتهان المكيدة تتدعي ليل نهار عن أحقية اليهود التاريخي في فلسطين وإنكار ذلك على شعبنا الفلسطيني الذي أقام بها قبل مجيء سيدنا إبراهيم عليه السلام عابرا نهر الأردن إلى مدينة خليل الرحمن .. ..أصوات خليجية حاقدة مسكونة بالانبهار الحضاري لحضارة الغرب الاستعمارية وللمجتمع الإسرائيلي الذي يشكل امتداد لها في الشرق الأوسط بما يحمله من عنصرية وعدوانية وفاشية واتجاه سياسي في الهيمنة والقمع بكافة أشكاله .. و لكن لن تنجح هذه الأصوات الخليجية الرخيصة المأجورة العميلة المسكونة بالاستلاب الحضاري بالتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الفسبوك والتويتر إلى عقول الجماهير العربية بهدف تغيير مواقفها من القضية الفلسطينية لأن غالبية الجماهير العربية هي جماهير شعبية حريصة على التمسك بانتمائها القومي رغم ما تعانيه من قسوة الحياة المعيشية وبطش الأنظمة السياسية وتوغل أجهزتها القمعية المعادية للديموقراطية. .الجماهير العربية واعية لحقيقة الصراع مع المشروع الصهيوني العنصري بما تملكه من يقظة روحية وقومية .. وبعيدا عن التعصب للنزعة القطرية الإقليمية الضيقة التي كانت نتاج التجزئة السياسية العربية الممنهجة التي أحدثها الاستعمار الغربي في المنطقة فإن الشعب الفلسطيني رغم نكبة عام 48 فإنه ما زال محافظا على نسيجه الاجتماعي الواحد بعكس مشيخيات الخليج التي يسكنها الآن بسبب ثروة النفط خليط من الأقوام الآسيوية التي أضعفت الانتماء العروبي فيها الذي استبدلته أنظمة الحكم الخليجية الوراثية المستبدة بمذهبية دينية متزمتة كانت سببا رئيسيا في ظهور التنظيمات والجماعات الظلامية الإرهابية المتطرفة التي وجدت الدعم في بداية نشأتها في أفغانستان من الولايات المتحدة وبالخصوص من جهاز المخابرات المركزية ؛ ..