" قصة الذئب مع عنقود العنب"..بقلم:حمدان العربي
تاريخ النشر : 2018-08-04
" قصة الذئب مع عنقود العنب"..بقلم:حمدان العربي


قبل الخوض في الموضوع الذي أرادت الكتابة فيه ، أتعرج على قصة الذئب عندما أراد التهام عنقود عنب موجود في أعلى الشجرة...
وبعد عدة محاولات تسلق الشجرة ، تأكد الذئب أنه لا مجال للمحاولة لأنه لن يصل لذلك العنقود . انصرف الذئب وهو يقول " لا داعي لذلك لأن العنقود مازال غير طازج"...
قصة ذئب هي دائما موجودة مضمونا وان اختلفت أشكالها .بمعنى ، ليس بالضرورة تكون بين الذئاب و عناقيد العنب ...
في الحياة الدنيا هناك أشخاص تنطبق عليهم بالتمام و الكمال القصة المذكورة . عندما تكون إمكانيتهم المادية منعدمة أو محدودة و لا يستطيعون الوصول إلى شيء معين يحرمونه على الآخرين مستعملين كل أساليبهم البلاغية أغلبها تحت بنود دينية ، مستغلين تدين المجتمع ، لتكون لها صدى ومفعول لدى الآخرين...
مثلا ، للاستدلال و ليس للحصر، عندما فقط تذكر أمام أمثال هؤلاء الاصطياف أمام شواطئ البحار ، يأتيك الرد في شكل نقد عنيف أن ما تفكر فيه جريمة أخلاقية لا تغسلها كل تلك مياه البحار حتى و لو أضيف لها مياه المحيطات...
ويبدأ بتذكيرك بحجج فقهية وشرعية عن مصير من يفعل ذلك و الذي لا يختلف عن مصير أناس سفكوا الدماء و عاثوا في الأرض منكرات و فساد ...
لكن بمجرد هؤلاء تتحسن حالتهم المادية و يصبحون يملكون سيارة و ما شابها تجدهم من رواد الشواطئ و الاصطياف هم وأفراد عائلتهم...
لو تسأل هؤلاء ما الذي تغير بين الأمس و اليوم ، وأين اختفت تلك المبادئ الأخلاقية و الدينية وتلك النصائح الخشنة التي كانت تُعطى للآخرين وتتدخل في أمورهم الشخصية وفي حياتهم الخاصة...
بدون أدنى شك ، ردهم يكون على شكل "عذر أقبح من ذنب". جوابهم "أنهم يقصدون شواطئ محترمة" ، لا اختلاط فيها و لا ظهور للعورات ...
بمعنى ، بالأمس "الشواطئ المحترمة" ، لم تكون موجودة وظهرت فقط عندما تحسنت حالة هؤلاء المادية ، أو ربما يحملون نظارات خصوصية تكون على مقاس أفكارهم و رؤيتهم للأمور و يتجنبون بها رؤية ما لا يجب رؤيتها ...
في الحقيقة ، لا أجد اختلاف بين هؤلاء و بين قصة الذئب مع عنقود العنب . فقط الاختلاف يكمن في الجنس أما النية و الأفكار هي مشتركة ويبقى عنقود العنب قابل للأكل لو كان في متناول اليد...

بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.08.2018