إزاحة ملك! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-08-02
إزاحة ملك!  - ميسون كحيل


إزاحة ملك!

المواطن العربي مجرد مشاهد! مفروض عليه أن يتابع معظم القنوات العربية الفضائية؛ سواء كان متواجداً في شمال الكرة الأرضية أو في جنوبها. يشاهد المواطن العربي قنوات فضائية عربية وتحديداً إخبارية؛ فتارة يشاهد قناة تشتم دول عربية محددة، وتقديم رؤية سياسية، وفق سياسة الدولة الداعمة والمشرفة لهذه القناة! وتارة يرى المشاهد العربي العكس في شتم دول عربية أخرى، والاطلاع على رؤية سياسية مختلفة عما قدمته القناة الفضائية السابقة؛ فكل قناة تتبع لسياسة دولة ما ضد دولة ما! تشاهد العربية؛ فتشعر أن إيران هي الاحتلال الإسرائيلي، وعندما تشاهد الجزيرة ينتاب المشاهد العربي شعور أن كل السيئات السياسية في الوطن العربي سببها المملكة العربية السعودية، وعندما يمر المشاهد العربي على قناة الميادين التي تحاول ممارسة الحياد ولا تستطيع؛ يقع المشاهد في حيرة من أمره عندما يرى ويسمع مستوى القتال في اليمن والانتصارات المتعددة للحوثيين؛ بينما قبل دقائق من مشاهدة هذه القناة، رأى وسمع في قناة أخرى أخبار تحطيم وانكسار الحوثيين على يد التحالف"وللآن لم أستوعب عن أي تحالف يتحدثون؟" والأخبار والمعلومات دائماً متناقضة ومضللة؛ حتى الوضع في سوريا مختلف من قناة إلى أخرى، رغم أن سوريا دولة عربية والقنوات الفضائية أيضاً عربية، والقتال والجيوش والعناصر المتقاتلة عربية، والبلاد التي يتم تدميرها عربية! ما يؤكد أن العروبة قد تم محوها من القاموس.

طيب! قد يسأل القارئ؛ وما شأن هذا الحديث بالعنوان؟ إذ أؤكد أنها البوابة لما يتضمنه الحديث؛ فكل ما يحدث الآن من متابعة حثيثة للمستوى الذي وصل إليه الإعلام العربي؛ يُعطي إشارات إلى أن الساحة العربية مقبلة قريباً على تغيير ما في السياسات بعد إنهاء المرحلة الأولى من المؤامرة، ومن أجل التمهيد للدخول للمرحلة الثانية؛ فإن ذلك يتطلب تغيير في شكل ومستوى الحكم في الوطن العربي، وفي أضعف الإيمان تغيير كامل في السياسات والأهداف والتحالفات. ومن هذا المنطلق؛ فإن الوضع العام في الساحة العربية مقبل على حالة تغيير قد نجد فيها انقلابات في الحكم، أو تغييرات في الأفراد والشخوص، بعد حالات متعددة من الفشل والإحباط وصلت إلى حد تجميد ما يسمى الجامعة العربية! وتفريز ما كان يطلق عليه مجلس التعاون الخليجي! وهما حقيقة سواء الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي من ضمن مطالب بقاء الانقسام!؟

وهنا يستحضرني الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس الأمريكي السابق أوباما عندما زار مصر كأول دولة عربية يزورها بعد استلامه الحكم، وفي مفارقة أنه كان أول مَن دعم إسقاط حكم محمد حسني مبارك!؟ ما يدل على أن السياسة الأمريكية يشوبها دائماً شائبة، وتتميز بحالات المكر والخبث؛ والعناوين تختلف عن المضامين، ولا ثابت لديها سوى دعمها الدائم والمستمر للكيان الصهيوني، ولذلك فلا يجب أن يطمح أحداً من الحكام خيراً من زيارات سرعان ما سوف تتبدد، وفق المتغيرات والمصالح، وقد تصل أهدافها إلى دعم مؤقت لحكام تحضيراً إلى إزاحة شبيه ملك أو إزاحة ملك.

كاتم الصوت: هل الأسد ملك الغابة حقاً؟ لا ... الأسد شيء والملك شيء آخر و أحدهم سيترك الغابة.

كلام في سرك: خراب كبير قادم في المنطقة، أو صفقة كبيرة تتركز حول مطالبة في بقاء الأسد وفق معطيات أمنية إسرائيلية (وهو ما يطمح له الكيان الصهيوني).

ملخص الحديث: تركيا وايران وإسرائيل! القوى التي ستحكم الشرق الأوسط لفترة طويلة من الزمن، والعرب على waiting list! وكل هذا بإرادة صهيونية وعلى الفهمان أن يبحث.