زير النساء
بقلم سحر حمزة
يطلق على بعض الرجال لقب زير نساء وهو مسمى عامي والأغلب أن الزير هو مكان حفظ الماء بارد في ظل حين تكون حرارة الطقس مرتفعة ويوصف بعض الرجال بهذا الاسم لعشقهم للنساء دون الزواج بهن ،بل الانتقال من واحدة لأخرى لحد الإشباع لرغباته وميوله ويفرغ فحولته في بعضهن ،ويلقي بأخريات ممن استعصين عليه خارج نطاق حياته لأنهن كبحن جماح رجولته ورفض مبدأ تعامله معهن .
زير النساء لا يتزوج بأربع كما سمح له المشرع والقانون فقد يصل رصيده منهن العشرات ما بين الشقراء والسمراء والنحيلة والمتينة والغنية والفقيرة والجميلة حتى القبيحة لا تسلم منه بالاحتيال العاطفي عليها فقد يسلبها رقتها وأنوثتها ليحولها لوحش حين يكشر عن أنيابه ويبرز في دعابته معها مساوئ لها في بعض الصفات التي تكره أن يقولها عنها أحدهم فيحبطها ويدمرها نفسيا دون أن يعي ظلمه لها واستهتاره بمشاعرها المرهفة ،حتى وأن كانت عانسا أو متقدمه بالسن .
المهم كثر عبر الزمان رجال يمكن أن نطلق عليهن بزير نساء حيث يظهر إعجابه بتلك ويتغزل بهذه ويكون مهذبا مع واحدة ووقحا مع أخرى وجريئا مع ثالثة إلى أن تسقط في براثنه وللرجال في هذا مآرب خاصة لا يكشف عنها إلا بعد أن ينال من ضحيته وأن كان لديه زوجه فهو وقور أمامها هادئ يخاف على صورة الذكورة التي منحها الله له كرجل مسئول عن مجموعة خراف منهن أ و أن يكون صاحب أسرة ولديه أولاد يريد أن يكون نموذجا متميزا ومثلا أعلى ولكن الطبع غلب التطبع فإن أتيحت له فرصة والتقى إحداهن يبقى مثل الزئبقي المتحرك يحوم حولها ، يبحث ويبحث حتى يصل لها أو يسأل عنها ويحاول التحرش بها تغزلا ثم إلى أن يصل إليها إذا ضعفت أمامه ولم تكن تعرف تاريخه القذر مع غيرها من النساء سابقاتها .
هؤلاء الرجال نجدهم في كل مكان يكون فيها نساء بالجامعة أو مراكز العمل أو الحفلات يتصيد ويبحث إلى أن يتعثر بإحداهن لتقع في شباكه لا سيما وأن المرأة ذات قلب مرهف حساس تطرب لكلمة طيبة وتغزل صريح بجمالها وأنوثتها وأن لم تكن على قدر كبير من الجمال يكفيه أن يزيد رصيده منهن بل يتباهى أمام أقرانه بخبرته منهن أو قد يتحايل على الواحدة تلو الأخرى ثم يلقيها خارج نطاقه حين يجد غيرها وقد يغريها بالخطبة والزواج وقد ينكحها لفترة ثم يطلقها شرعا بحجج وذرائع عدة ظلما وبهتانا لإنه يحب التنويع في تذوقه للنساء بكافة أشكالهن وألوانهن أطباعهن وقد يكون مريضا نفسيا يعاني من الانفصام بشخصيته ليتزوج أكثر من واحده ثم يطلقها بحجة أن الدين أحل له ذلك ولكنه لم يجدها كما حلم بها ولا بد من فراقها أو ضربها وأهانتها واتهامها بشتى التهم كي يتخلص منها .
هؤلاء يجب أن تعي المرأة بهن قبل أن ترتبط بواحد منهم فلعل القدر أختار لها رجل آخر متزن ومتوازن يحقق لها السعادة المنشودة.
زير النساء بقلم سحر حمزة
تاريخ النشر : 2018-07-31
