الورقة المملة!! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-07-22
الورقة المملة!! - ميسون كحيل


الورقة المملة!!

هناك مثل مفاده "لما يجي الصبي بنصلي على النبي"؛ في إشارة إلى أنه من المفيد والمجدي انتظار الوقت المناسب للحكم على ما يتردد ويقال. تماماً أن الرجل لا يمكن أن يصبح أباً إلا بعد أن يرى ابنه. وهذا المثل ينطبق على حالنا فيما رأينا وسمعنا وعلمنا بما يسمى الورقة المصرية؛ أو غيرها من الأوراق القطرية والسعودية و "الهندية"؛ حيث أصبحت رواية المصالحة أكثر فاعلية، ومدة زمنية من الأفلام الهندية! إلى ان ملّ الناس حضور ومشاهدة فلم المصالحة وأوراقها المملة، إذ سبق وأن قلنا؛ لو توفرت النيات الصادقة لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة لم نستغرق هذا الوقت، ولو توفرت الجدية المطلوبة لدى جميع الأطراف!؟ ما أوجد المتآمرون على قضيتنا مساحة لكي يتلاعبوا في حقنا المشروع، ولم تتمكن دولة الاحتلال من تمرير سياستها العنصرية. وكان من الأولى لأصحاب القرارات والتنفيذ الاهتمام بما يمر على القضية الفلسطينية وسط أوضاع استثنائية مدمرة لمنطقتنا! وكان من المفيد النظر لوضع قطاع غزة والحالة التي وصل إليها من وضع سياسي واقتصادي واجتماعي اغتال الأمل، وبدد الحياة من خلال المضي خلف سراب ما يسمى الوطنية والنضال والمقاومة! فمن جديد ظهرت ورقة جديدة اسمها الورقة المصرية من أجل مصالحة فلسطينية ـ فلسطينية وكأنها لعبة مستمرة؛ يمارسها المعنيون بالأمر مرة أخرى، فأطراف المصالحة في أقوالهم وممارساتهم ينطبق عليهم شعار مكانك سر، والمضمون الاستمرار في تغليب المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الشعب والأرض والوطن وضياع الحال بين ابن الثعبان والقروش وأبو العمدان وأصحاب الورقة! وأنا هنا لا أتهجم بل أعلن استيائي من أولئك الذي باتوا يتحدون بعضهم فيمن يضر بالقضية الفلسطينية أكثر وقد يتفوقوا على النتن والدرام الذي يشبه القنفذ حقاً!

المصالحة لا تحتاج إلى أوراق، ومن أي كائن كان. ولا تحتاج إلى خريطة طريق بعد أن أصبحت كل الطرق معبدة بالحصى والحجار! ولا تحتاج لقوم من هنا أو شخصية من هناك! فالأمر يتعلق بنا كفلسطينيون، ونحن مّن يجب عليهم ومن خلال النيات الصادقة والغيرة على مصلحة الشعب والقضية أن نتمم كل ما يلزم دون ورقة ودون طريق ودون أشخاص لا هم لهم سوى مصالحهم؛ فكيف ننسى مصلحتنا ونسمح للآخرين بتمرير مصالحهم!؟ فكل الأوراق أصبحت مملة، وكل الجهود أصبحت واضحة المعالم، وكل الطرق المطروحة تصب في قناة المصلحة الإسرائيلية! ألا نصحو قليلاً لكي ندرك ما الذي يجري في الخفاء والعلن، وأن نضع حداً لكل هؤلاء بالتمسك بمصلحة الوطن والشعب، ونحدد طريقنا من خلال النيات الصادقة بدلاً من الافتراس المستمر لأنفسنا؟ فمن جديد سيفسر كل طرف الورقة المقدمة حسب الأهواء والمصالح الضيقة دون موقف واضح، أو رأي من الشعب الذي هو أساس لكل العمل الوطني! ومن جديد ستستغرق الأطراف وقت أطول، وتستغل الموقف السلبي للشعب ولرؤيتهم في تفسيرات الورقة المملة.

كاتم الصوت: ليس من أجل فلسطين ولا من أجل غزة فكل الأوراق من أجل أنفسهم!

كلام في سرك: تخطيط على أعلى مستوى دولي واقليمي وعربي للمرحلة القادمة بعد زوال المعوقات! والعقبات! فلا جديد مفيد في الفترة الحالية!

في السر: أبو مازن العقبة الكبرى في نظر هؤلاء !؟

نكشة: لكل الأطراف الخارجية منها والداخلية. ماذا ستفعلون بعد إنهاء العقبة! للعقبة وللشعب الله ولهم الندم!