معركة الأبارتهايد في الكنيست.. دروس وعبر بقلم: أشرف صالح
تاريخ النشر : 2018-07-21
معركة الأبارتهايد في الكنيست.. دروس وعبر بقلم: أشرف صالح


معركة الأبارتهايد في الكنيست , دروس وعبر

من خلال تصفحي في وسائل الإعلام المحلية وجدت خبر المصالحة يملأ الصحف بكثافة , ولكنني أيضا وجدت خبرا لا يقل أهمية عن المصالحة , وهو مصادقة الكنيست على قانون أساس القومية والتفرقة العنصرية بين اليهود وأصحاب الأرض الفلسطينيين , فهذا القانون سيعتبر أن إسرائيل أرض يهودية بإمتياز , وأن الفلسطينيين كمسلمين هم أقليات عرقية ودينية , وأن القدس كونها مدينة الهيكل المزعوم "هيكل سليمان" عاصمة إسرائيل الأبدية , وأن اللغة الرسمية هي اللغة العبرية , وهذا القانون هو إنتزاع واضح لحقوق الفلسطينيين , وهو من أخطر القوانين التي صادقت عليها الكنيست والتي أصبحت مقرا للأبارتهايد , كان من الطبيعي أن يلفت نظري خطورة هذا القانون , ولكن ما لفت نظري هو وجه الشبه بين تحالف الأحزاب في مصالحة فلسطينية تملأ الصحف اليوم , وتحالف الأحزاب العربية قبل أكثر من ثلاث سنوات في الكنيست , ليشكلوا سدا منيعا في وجه قرارات الكنيست العنصرية , والتي تهدف الى تعزيز سياسة الأبارتهايد , فيجب أن تكون الوحدة الفلسطينية ملفتة للنظر أكثر من الإنتهاكات الإسرائيلية , لأن الوحدة هي العلاج الحقيقي لسرطان الإنتهاكات الإسرائيلية والتي تنهش في الجسد الفلسطيني .

إن معركة الأبارتهايد في الكنيست الإسرائيلي تكتب لنا رسائل إنذار لما يدور في عقلية إسرائيل من الأفكار الباطنية لليهود , والتي تهدف الى شطبنا كفلسطينيين من الخارطة , وفي أحسن الأحوال سنكون أقليات ليس أكثر .

يجب أن نستخلص الدروس والعبر من معركة الأبارتهايد , والتي تدور بين النواب العرب أبطال وأبناء فلسطين في الكنيست , وبين الأحزاب اليهودية التي تريد أن تنقل الأبارتهايد من أفريقيا الى فلسطين , ليس جديدا أن نرى العنصرية والفاشية اليهودية تتمثل في مشاريع لتتحول الى قوانين , وليس جديدا أن نرى أبطالنا في الكنيست يخوضوع معركة الأبارتهايد في تحالف حزبي بينهم , فقبل ذلك خاضوا معارك كثيرة في الكنيست ضد مشاريع العنصرية والفاشية الإسرائيلية , ولكن الجديد يجب أن يكون في معرفة اهداف اليهود الباطنية ووسائلهم ونقاط ضعفهم .

يجب أن نستخلص الدروس والعبر من معركة الأبارتهايد والتي يتصدى لها نواب القائمة العربية المشتركة , الذين يمثلون الشريحة الأصلية في المجتمع الفلسطيني , أهلنا في عرب الداخل المحتل , الذين سبقونا في تشكيل الوحدة الوطنية بينهم في الكنيست , ومن ثم يمزقون مشروع الأبارتهايد في وجه نتنياهوا , فهذا الدرس الأكثر تأثيرا في مشاهر الفلسطينيين , لأن الوحدة بين الأحزاب العربية في الكنيست قصفت وجه نتنياهوا من خلال تمزيق مشروع الأبارتهايد أمام الكاميرات .

أما الدرس الذي ربما يستهين به بعض السطحيين , فهو العنوان الذي يتردد في المحافل الدولية "دولة فلسطين" فهذا العنوان بكل مكوناته يشكل ضربة قاضية لإسرائيل , وهو بحد ذاته يقضي على تهويد فلسطين .

الدرس الذي يليه هو أن بعض العرب الجهلاء بالقضية الفلسطينية يظنون أن إسرائيل دولة ديمقراطية كما تدعي عبر وسائل إعلامها , فهذا المشروع الذي أقره الكنيست يتحدث عن العرقيات والديانات والقوميات , وهذا بحد ذاته دليل واضح بأن إسرائيل لا تعرف مفهوم الديمقراطية أصلا , فهذا المشروع أسمع صوت إسرائيل للعرب وجعل من هذا القانون فضيحة جديدة في ملف العنصرية الإسرائيلية , فهو عبارة عن كشف للحقائق وخاصة أن وسائل إعلامنا تعمل على مدار الساعة لنشر فضائح إسرائيل وتوصيلها للعالم الخارجي .

أما الدرس الذي سيضعنا على طريق الأمان ويحمينا من مشروع تهويد فلسطين وسياسة الأبارتهايد , هو أن نتعلم الوحدة من إخواننا في عرب الداخل المحتل , لم ولن يزول الأبارتهايد إلا بالوحدة الوطنية .

أشرف صالح
كاتب صحفي ومحلل سياسي
فلسطين – غزة

[email protected]