حينما أقنعتني بالتخلي عن فكرة الرحيل بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2018-07-17
حينما أقنعتني بالتخلي عن فكرة الرحيل بقلم:عطا الله شاهين


حينما أقنعتني بالتخلي عن فكرة الرحيل
عطا الله شاهين
رأتني مهموما ذات مساء على غير عادتي، فسألتني ما بكَ يا رجُل؟ فقلت لها: تعبت كثيرا من العيش هنا، وبت أفكر بالرحيل، فقالت لي مهلا، رغم الحزن في عينيها فهي شريكة عمري امرأتي التي تواسيني أحزاني، وحين احتسينا القهوة على وقع تغريد البلابل ذات مساء أمام مشهد غروب االشمس قالت لي: أنا ابتعدت عن وطني، لأنني أحبكَ، رغم أنني أحب وطني، فكيف ستترك وطنكَ، فقلت لها: الحياة هنا كلها هموم، احتلال يحاصرنا.. احتلال يهجر أناسا يعيشون تحت الشمس في صحراء قاسية، هم ينتمون للمكان، لا يريدون الرحيل عن أرضهم، ودار بيننا حوار هادئ حتى أقنعتني بالتخلي عن فكرة الرحيل.. هي امرأة رائعة تحب وطني، فلا أدري هل سأرحل فيما بعد؟ ربما أن الهموم تدفعني أحيانا إلى أفكار الرحيل، رغم أنني بتّ أعيش في حزنٍ على وطن تتآكل أرضه من استمرار بناء المستوطنات على جبال الضفة، ففكرة الرحيل تجمدت في عقلي، لكن إلى متى ؟