كرواتيا و شادية وفلسطين! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-07-17
كرواتيا و شادية وفلسطين! - ميسون كحيل


كرواتيا وشادية وفلسطين!

كثير من القراء سيحتارون أولاً من العنوان؛ فما علاقة كرواتيا بالفنانة شادية وبدولة فلسطين. وفي نفس الوقت سيجد خفافيش الظلام مساحة أخرى للذم والقدح من خلال تعليقاتهم السفيهة التي تعبر عن أخلاقهم وأصولهم في مواصلة التعرض لي شخصياً دون النظر إلى المضمون! أما كرواتيا؛ فمن وجهة نظري وأنا الإنسانة غير الرياضية، أؤكد أنها حقاً البطل الحقيقي لكأس العالم ولعدة أسباب؛ منها أنها قدمت مستوى أفضل بكثير من فرنسا، وغيرها من الدول، أما ثانياً فقد لازمها سوء الحظ حيث سجل أحد لاعبيها هدف ذاتي في مرماه؛ رغم أن الحركة الرياضية التي تمت من فاول لصالح فرنسا لم يكن بالأصل كذلك، وقد أخطأ الحكم الأرجنتيني في احتسابه! وثالثاً ورغم اعتراضي على النظام الجديد، والقانون الذي تم فرضه على لعبة كرة القدم من خلال العودة إلى الفيديو؛ فإن ضربة الجزاء التي احتسبت لصالح فرنسا؛ وحقق منها الهدف الثاني لم تكن صحيحة لقربها، ووجود لاعب فرنسي، أما اللاعب الكرواتي ساهم في منع الرؤية! ما يؤكد لي على الأقل أن الحكم الأرجنتيني لم يحالفه الحظ في إدارة المباراة النهائية لكأس العالم؛ وسيطر على عقله وذهنه أن فرنسا دولة عظمى وكرواتيا دولة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها عدد الشعب الفلسطيني! أما شادية؛ تلك الفنانة الجميلة التي تستحق حقاً لقب سيدة الشاشة العربية ولم تنله، فقد تم إنزال الظلم عليها عندما قالوا عنها أنها دلوعة الشاشة العربية؛ فإذا كانت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية فإن شادية بالحق والمنطق هي السيدة الأولى للشاشة العربية، ولا أقبل أن يتم ظلمها فإذا تم الظلم في حياتها؛ فأنا لا أقبل أن يتم ظلمها في مماتها، ولدي قناعة أنها الأكثر حقاً بالحصول على لقب السيدة الاولى للشاشة العربية؛ فشادية ممثلة شاملة واكبت المسرح وقدمت الغناء في أبهى الصور، ولها من الأفلام العربية ما لا يمكن نسيانه بدءاً من  اللص والكلاب إلى لا تسألني من أنا مروراً بمعبودة الجماهير ولحن الوفاء و نحن لا نزرع الشوك و رائعة المرأة المجهولة؛ عدا عن المسرح الذي قدمت فيه أروع المسرحيات، وعلى عكس الفنانة فاتن حمامة! ففي العودة إلى أعمال الفنانتين سيدرك المتابع ويلاحظ الفرق؛ بمعدل ما قدمتاه وجودة ما قدمته كل منهن، ولكن للحياة والأشخاص حظوظ في الألقاب. وكما تم تهجير كرواتيا عن لقب البطولة، يحدث الهجر لشادية من لقب السيدة الأولى للشاشة العربية، وكما حدث لكرواتيا وشادية يحدث لفلسطين! ففلسطين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستحق لقب الدولة العظمى؛ لأن العظمة لله، ومن بعده للأنبياء، وفلسطين هي أرض الأنبياء وسيدة الأرض شاء مَن شاء وأبى مَن أبى؛ وإذا غابت قضيتها عن قمة هلسنكي فهي حاضرة في وجدان الشعب الفلسطيني وبعض العرب من شعوب وحكومات .

لقد ناقشت قمة بوتين ترامب العديد من الملفات؛ منها الملف السوري والملف الإيراني والملف الأوكراني وملف كوريا الشمالية وملفات أخرى تتعلق بالاقتصاد والعقوبات والتعاون، بينما أصر ترامب على عدم مناقشة الملف الفلسطيني متخذاً موقفاً واضحاً ضد الشرعية الفلسطينية، وموقفها من الإدارة الأمريكية الموقف الذي لم يستطع أي نظام أو حكومة اتخاذه! وفي ذات الوقت؛ لا بد من توجيه شكر محاط بعدم الاستغراب إلى الرؤساء العرب والحكومات العربية لأنها ساهمت بغياب القضية الفلسطينية عن قمة هلسنكي! في تأكيد منهم على أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى والرئيسية، وأن كل تصريحاتهم واجتماعاتهم مجرد حبر على ورق؛ أما فلسطين أرض الأنبياء فلها رب يحميها وشعب يتمسك بها؛ رغماً عن الخدم والحشم والعجم والحكام الذين نشؤا في أكناف المخابرات الأمريكية قبل وصولهم إلى الأدراج التي تؤدي بهم إلى كرسي الحكم.

كاتم الصوت: غالبية المناهج الدراسية في الوطن العربي بدأت بتغيير مسار هذه المناهج من خلال الحذف التدريجي لمواد تشير إلى فلسطين وقضاياها المتعلقة بالاحتلال !؟

كلام في سرك: رؤية ترامب في حل القضية الفلسطينية حُددت بنود تنفيذها من خلال الزعماء العرب والدول المؤثرة في المنطقة العربية والفلسطينيون باي باي . " مَن يضحك أخيراً يضحك كثيراً ".

كابوس: لكل شيء ثمن! عملية سلام عربية إسرائيلية واسعة مقبلة في المنطقة العربية على خط عمليات السلام السابقة (مصر والأردن) يشارك فيها دول حدودية وخليجية وعربية وتشمل عمليات انسحاب وضم يستثنى منها الحلم الفلسطيني.