دقيانوس !! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-07-15
دقيانوس !! - ميسون كحيل


دقيانوس !!

دقيانوس إمبراطور روماني ظالم! هكذا تذكر الأديان! فقد حاول بعض الفتية الذي أطلق عليهم في حينه كما يقال اسم "أصحاب المسيح"؛ للتصدي لظلم واضطهاد دقيانوس !! ضد المؤمنون الأوائل في الدين المسيحي قبل ظهور الإسلام !وقد وصفهم الإسلام بعد ذلك "أهل الكهف"؛ وهم الفتية ذاتهم الذين هربوا من طغيان دقيانوس!! بأوصاف إيمانية صادقة تعكس حقيقتهم؛ قبل أن يتحولوا في نظر البعض إلى كفار؛ لأنهم ماتوا على الدين المسيحي!! وقد يقول قائل؛ إنهم ليسوا بكفار؛ لأنهم ماتوا قبل مجيء الإسلام!؟ ما يدل أننا أصبحنا نحلل ونحرم كما نشاء وحسب التوقيت أيضاً، وأصبحنا نرفض كل مَن هو ليس من حزبنا وتنظيمنا! هي الحياة كذلك الآن؛ فمن ليس معنا هو ضدنا وكافر! دقيانوس!! الجديد أصبح حاكماً! ونحن أهل الكهف شعب نائم لن يصحو إلا بعد فوات الأوان، ولن نشبه بالتأكيد الصبية الرياضيين الذين مكثوا في الكهف هروباً من الفيضان في تايلند لعدة أيام! وقد نشبه بالتأكيد أهل الكهف الذين عُرف أنهم من الصبية السبعة الذين هربوا من حاكم ظالم إلى كهف مكثوا فيه نائمون أكثر من ثلاثمائة سنة! يقال إن الظلم ليس في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار؛ فماذا إذا كنا نفتقد إلى الأخيار؟ وتلك هي المشكلة الكبرى؛ حيث 291 مليون عربي وأكثر من مليار ونصف مسلم يحكمهم ترامب الرجل الاقتصادي الصهيوني بثوب دقيانوس!! ولا سبعة جدد من كل هؤلاء يستطيع أن يقف في وجهه؛ حتى أولئك الذين يعتبرون جزءاً منه رفضوا توجهاته وأفكاره؛ بينما لم نجد سبعة فقط من المليار ونصف المليار لكي يعلن وقوفه ضده! وفي لندن خرجت مظاهرة منددة لزيارة دقيانوس !! ورافضة لسياساته العنصرية في صورة لها دلالات كبيرة بعد أن ظهر ترامب وهو يجر "بعض الشخصيات العربية" بجنازير تشبه تماماً تلك التي يتم ربطها بالكلاب! و من مظاهرة لندن إلى الأسطورة مارادونا الذي قابل الرئيس الفلسطيني معرفاً نفسه أنه فلسطيني بينما نجد أن هناك فلسطينيين يتنكرون لفلسطينيتهم؛ إما بهيئة رجال أعمال أو حزبيين فالبزنس والحزب أصبح في القاموس الفلسطيني أهم بكثير من الأساس والأصل !

الحقيقة تقول؛ أن الشعوب الغربية أصبحت أقرب للشعب الفلسطيني من أهل الكهف؛ وأهل الكتاب، وقد حاولت بعض الجماهير الصهيونية من خلال مباريات كأس العالم تعكير صفو نظرة هذه الشعوب للشعب الفلسطيني؛ إذ حاولت تلك الجماهير الصهيونية حمل الأعلام الإسرائيلية، والانخراط مع الجماهير التي تتابع مباريات فرقها، فقد استاء الكيان الصهيوني من الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي للرئيس الفلسطيني لحضور نهائي كأس العالم، وحاولت كما فعلت جماهيرها الصهيونية تعكير هذه الدعوة؛ لكنها وجماهيرها فشلوا في ذلك. وما يحز في النفس أن نرى الجماهير الغربية؛ وهي تتفوق على الجماهير العربية والإسلامية في إظهار حق الشعب الفلسطيني وفي رسم صورة واضحة لدقيانوس!! في مظاهرة لندن، وما يسعدنا أن مارادونا أكد أنه فلسطيني بينما غيره من العرب يرفضون الإفصاح عن ذلك، كما يفعل بعض الفلسطينيون الذين فضلوا أحزابهم على وطنهم. فكم لدينا من شخوص مثل دقيانوس !!؟

كاتم الصوت: أمير عربي يفر من بلده ويكشف المخفي ...والخافي أعظم !

كلام في سرك: يتردد أن الهجرة من فلسطين مرشحة للارتفاع بعد أن كانت غزة نموذج !؟

من غزة : اقتربت ساعة الصفر !