محمد بن زايد ينهي حرب 20 عام بقلم:محمد الدليمي
تاريخ النشر : 2018-07-11
محمد بن زايد ينهي حرب  20 عام بقلم:محمد الدليمي


محمد بن زايد ينهي حرب  20 عام
محمد الدليمي
عبر قادة القرن الأفريقي ودول عديدة في المنطقة عن بالغ ترحيبهم وسرورهم  بالأتفاق التأريخي الذي أنهى الحرب والقطيعة بين البلدين الجارين اثيوبيا وارتيريا .
 فمن جانبه رحب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي بتوقيع الأتفاق وبعودة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية اثيوبيا الفدرالية ودولة ارتيريا معتبرا الاتفاق سوف ينعكس ايجابا على الأمن والسلم والأستقرار في البلدين وكذلك على دول القرن الأفريقي والعالم.
حرب استمرت لعشرين عام منذ سنة 1998م وازهقت فيها ارواح حوالي 80 الف من البشر من كلا البلدين وتعطلت فيها عجلة التنمية واهدرت مقدرات البلدين في نزاع وخصومة وتنافر طويل استمر كل هذه المدة حتى بادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وبكل هدوء لتناول هذا الملف المعقد وأشتغل على تفكيك عقده وكانت بوابة النجاح هي الرغبة الصادقة والنية المخلصة لدولة الإمارات العربية والثقة الدولية التي نالتها سياستها الخارجية المحبة للسلام والقائمة على المساهمة الأيجابية في حفظ الأمن والسلم الدوليين فأستقبل سموه وبهدوء تام ومن غير ضجيج كلا من رئيس وزراء اثيوبيا ورئيس دولة ارتيريا وكثف من جهوده واتصالاته عبر كل القنوات المتاحة لتأتي النتائج سريعا مما ادهش كل المراقبين والمتابعين للسياسات وخصوصا في القرن الافريقي .
رئيس وزراء اثيوبيا ابي أحمد ورئيس ارتيريا اسياسي افورقي في لحظة تاريخية فارقة مدهشة يتعانقان في مشهد مثير عند سلم الطائرة في مطار اسمرا ويوقعان اتفاق تاريخي ينهي هذا النزاع الدامي وتأتي قطوفه دانية  تمثلت بدق آخر مسمار في نعش هذه الحرب وعودة العلاقات بين البلدين الجارين وفتح السفارات وتشغيل الموانئ وتطويرها وخلق افاق واسعة من قنوات التعاون الاقتصادي وترسيخ السلام والمحبة بين الشعبين وعلى أثره تقدمت اثوبيا بطلب مستعجل الى مجلس الأمن الدولي لرفع العقوبات الأقتصادية الدولية عن ارتيريا.
ومن طرفه أشاد وزير الخارجية الأثيوبي ورقينة جيبو  بدور الإمارات المحوري واصفا الأتفاق التأريخي بين بلاده وارتيريا بأنه نتيجة مباشرة للجهود التي بذلها مخلصا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤكدا بأن البلدين يثمنان مساعي الإمارات الحميدة كما عبر وزير الأعلام الارتيري يماني جبر عن ترحيبه بما حدث وان حالة الحرب قد انتهت بين البلدين وبدأ عصر السلام والصداقة وشاكرا دولة الإمارات العربية على ما قامت به.
 الإمارات العربية دولة تبني انموذجها التنموي في مناخ السلم والأستقرار وتنشد السلام والأمن لجميع دول المعمورة نهج راسخ من المباديء رسمها الباني والقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( طيب الله ثراه ) وسار  من بعده عليها قادة الإمارات العربية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد والذي تتميز شخصيته بسمة العمل وسط المصاعب والتحديات بهدوء وصمت ويدع الأفعال تتكلم قبل الأقوال فالمنطقة من الناحية الجيوسياسية شديدة الحساسية فأي خطوة نحو السلام وتعزيز الأستقرار في اي بقعة سينعكس بصورة ايجابية على المنطقة والعالم الذي اصبح مترابطا ويؤثر كل حدث او فعل بجميع الوحدات السياسية من دون استثناء..
 فلله درك يا ابا خالد فقد اصبحت بنهجك القيادي وادراكك العميق بدروب السياسة وتضاريسها الوعرة ملماً بطبيعة التفاعلات السياسية في المنطقة وبعزيمتك التي لا تلين وعقلك النير فأتعبت المراقبين والسياسيين في المنطقة والعالم في القدرة على التنبوء بنتائج خطواتك ولقاءاتك وزياراتك الخارجية عزم وعزيمة وارادة لا تلين ورؤية استراتيجية تسهم في صياغة مفهوم جديد للعمل من اجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن وانصاف المظلوم وارشاد من لا يرعوي الى جادة الصواب ..
الإمارات تزرع السلام بين الشعوب وتنزع الصواعق من عبوات الحروب وتطفي نيران النزاعات بينما آخرين في منطقتنا يستثمرون في الارهاب ويسعون لبث الصراعات والفتن والأحقاد ونشر الكراهية والأستثمار في فجوات الصراعات والاستمتاع بهوايتهم المحببة لهم في اللعب بالنيران .
نحن حقاً امام قائد استثنائي مسكون بهموم امته العربية والإسلامية وكيفية الفعل الأيجابي في تنمية العمل الإنساني على صعيد العالم دراية عميقة في الأستراتيجية العليا ومهارات قيادية متفردة انتجت اتفاقا تاريخيا مذهلا بين اثيوبيا وارتيريا ومن المؤكد ان الجهود متواصلة لآطفاء نزاعات اخرى على الرغم مما تجابهه الإمارات من حملات اعلامية ومن سهام الحاقدين والموتورين لخلق البلبلة والضوضاء على مواقف الإمارات في المنطقة وكما عبر عن ذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور انور قرقاش بأن الإمارات تتعرض لحملة ضالمة من التشويش الاعلامي هذا لا يهم لطالما ان العبرة بالنتائج  وما يستقر في وجدان الإنسانية وذاكرة الشعوب فالتقييم النهائي هو ملك الضمائر الحية والمنصفين .

ولعمري فان الشيخ محمد بن زايد ينطبق عليه قول الشاعر العربي
يرقى الجبال مصاعب ترقى به ,,,, ويعافُ للمتحدرين سهولا .

[email protected]