اشتراطات مسبقة بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-07-10
اشتراطات مسبقة بقلم:خالد صادق


اشتراطات مسبقة
خالد صادق

قبل أن تبدأ جلسات المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح اشترط كل طرف شروطا مسبقة عرضها على وسائل الإعلام المختلفة وابلغها للوسيط المصري فحسب صحيفة الحياة اللندنية التي نقلت عن مسؤول رفيع في حماس أن «وفد الحركة سيطلب من مصر عدم العودة إلى تفاصيل ما يسمى تمكين الحكومة، مثل اختصاص الوزراء والموظفين، والدخول في التفاصيل الكبيرة مثل تشكيل حكومة وعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير», أما مسؤول ملف المصالحة في حركة «فتح» عزام الأحمد فقال: «ليست هناك حاجة إلى اتفاقات جديدة للمصالحة» وأنه طالب مصر بأن تأخذ ضمانات لتطبيق الاتفاقات السابقة، مشدداً على ضرورة تمكين الحكومة من أداء مهماتها في القطاع.

واضح ان الخلاف الأول يدور حول مفهوم «التمكين» الذي كنا قد حذرنا منه سابقا وقلنا ان التمكين كلمة مطاطة وغير واضحة يجب تحديد مفهومها حتى لا يفسرها كل طرف حسب وجهة نظره, المشكلة لا تكمن هنا فقط فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مستهل كلمتة أثناء اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح أول من أمس الأحد قال إنه ابلغ المصريين بأن شرط المصالحة مع حماس يستند إلى مطلبه الأساسي, فإما ان تسلم حماس كل شيء, أو تتسلم هي كل شيء وتتحمل المسؤولية كاملة, والمقصود بكل شيء هنا ان تسلم حماس مقارها الأمنية وسلاحها, بمعنى تسليم سلاح المقاومة وليس سلاح عناصر الأمن فقط, بحيث تكون السلطة هي القوة الأساسية والرئيسية في القطاع, وألا تكون هناك أي قوة موازية لها, حتى وان كان الأمر يتعلق بمواجهة مخططات وأطماع الاحتلال, وحماية القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية من عمليات الاستهداف والتصفية التي توعد بها وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان قيادات فصائلية سياسية وعسكرية.

ان بوادر جلسات المصالحة تحمل في داخلها بذور الفشل, فما يطالب به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن تقبل به حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية, وبالتالي وقبل التوجه إلى القاهرة لإيهام الشعب الفلسطيني ان هناك آمالا بمصالحة داخلية فلسطينية, وحتى لا يدخل الفلسطينيون في عمليات إحباط جديدة, يجب تدارس الأمور جيدا, وإجراء حوار داخلي بين قيادات فتح وحماس بمشاركة الفصائل الفلسطينية للتوافق على نقاط مشتركة واليات التنفيذ, ومن ثم إذا وجد طرفا الانقسام ان هناك ما يمكن ان يتفقا عليه وينفذا ينطلقان إلى القاهرة فورا, أما ان عجزا عن ذلك فلا داعي لجلسات لا طائل منها, ولها انعكاس سلبي على شعبنا الفلسطيني داخليا وخارجيا خاصة وهو يواصل حراكه الجماهيري بمسيرات العودة.

نحن ندرك ونثمن جهود مصر لإبرام المصالحة الفلسطينية, ونعلم رغبتها في إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني, مصر بقيمتها الكبيرة وثقلها في المنطقة واحترام المجموع الفلسطيني لها ولدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية تبذل جهوداً مضنية وتحاول جسر الهوة بين طرفي الانقسام وسيبقى الدور المصري حاضرا لتذليل كل العقبات والتغلب على المشكلات حتى يتحقق الحلم الفلسطيني المصري المشترك بإنهاء الانقسام وإفشال صفقة القرن وتحرير فلسطين من براثن الاحتلال.